اليونان تنفي دعوة تركيا لإجراء محادثات استكشافية بخصوص شرق المتوسط

إسطنبول ـ نورث برس

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية اليكساندروس بابايوانو، مؤخراً، تلقي أي دعوة من تركيا لإجراء محادثات استكشافية بخصوص شرق المتوسط.

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، أن جولة محادثات استكشافية جديدة ستنطلق بين تركيا واليونان خلال هذا الشهر في مدينة إسطنبول التركية.

وتهدف المحادثات بحسب تركيا، للتحضير لحل عادل وشامل لكافة المشاكل التي تشهدها منطقة شرق المتوسط.

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان، الاثنين، حسب ما وصل لنورث برس، أنه “ستجري الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية في الخامس والعشرين من هذا الشهر في إسطنبول.”

وسبق هذا الإعلان من وزارة الخارجية التركية، دعوة وجهها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، لليونان من أجل المشاركة في محادثات استكشافية اعتباراً من كانون الثاني/يناير الجاري.

وشدد في تصريحات صحفية على أنه “من المهم مناقشة المساواة في السيادة وتحقيق حل الدولتين في جزيرة قبرص.”

وأعلن أوغلو استعداد بلاده “لمناقشة جميع القضايا كما هو الحال دائماً.”

وأضاف أنه تم “إجراء 60 جولة من التفاوض بين تركيا واليونان حول المحادثات الاستكشافية، وأن المفاوضات توقفت بعد أن أصبح أليكسيس تسيبراس رئيساً للوزراء، لكنها عادت إلى جدول الأعمال عقب التطورات في شرق المتوسط.”

وعقب هذه الدعوات التركية الموجهة لليونان، أعربت بريطانيا والاتحاد الأوروبي عن دعمهم لتلك المحادثات الاستكشافية في حال تمت.

وقال متحدث المفوضية الأوروبية بيتر ستانو، إن الاتحاد الأوروبي سيدعم اليونان، في حال طلبت منه ذلك خلال المحادثات الاستكشافية المقبلة مع تركيا. 

ورحبت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون أوروبا ويندي مورتون، بقرار تركيا واليونان استئناف “المحادثات الاستكشافية” بينهما.

لكن اللافت للانتباه، كان الرد اليوناني وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية اليكساندروس بابايوانو، بأن بلاده لم تتلق حتى الآن دعوة من الجانب التركي بخصوص المحادثات الاستكشافية حول شرق البحر المتوسط.

وقال في بيان رداً على سؤال حول تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنه “لم نتلق حتى اليوم دعوة من جانب وزارة الخارجية التركية لتحديد تاريخ الجولة الـ 61 من المحادثات الاستكشافية.”

وأضاف أن “بلاده أوضحت سابقاً أنها ترغب في الاستجابة في حال توجيه الجانب التركي دعوة وفق أسس القانون الدولي بخصوص مناطق الصلاحية البحرية وتحديد الجرف القاري.”

وكانت وسائل إعلام تركية رسمية أشارت إلى أن الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، انطلقت عام 2002، وانعقدت آخر جولة منها (رقم 60)، في الأول من آذار/مارس 2016 بالعاصمة أثينا.

وبعد ذلك التاريخ، استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجدداً.

وقال مصدر تركي (فضّل عدم ذكر اسمه) في اتصال هاتفي مع نورث برس: إنه “في كل مرة ومع اقتراب أي استحقاقات دولية أو اجتماعات للاتحاد الأوروبي بخصوص شرق المتوسط، تسعى تركيا لإرسال رسائل تحاول من خلالها كسب ودّ الطرف الأوروبي.”

وأشار إلى أن من بين تلك الرسائل، “الدعوات للطرف اليوناني للحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات تحت مسمى (جولات استكشافية)، إضافة إلى أنها تريد معالجة المسائل المتعلقة بتلك المنطقة قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة لمهامها.”

وأشار إلى أن “الرئيس أردوغان وجه أيضاً رسائل مماثلة لكن للاتحاد الأوروبي، من أجل فتح صفحة جديدة، وإعادة العلاقات.”

وفي وقت سابق من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماع قمة لهم، على إعداد قائمة عقوبات محدودة ضد شخصيات تركية.

وتلك العقوبات تأتي بسبب الخلاف بين تركيا من جهة واليونان وقبرص الرومية من جهة أخرى، حول استمرار أنشطة التنقيب التركية في شرقي المتوسط، إلا أن الاتحاد الأوروبي أرجأ المناقشات حول فرض أي عقوبات حتى آذار/مارس 2021.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد