حاتم علي.. رحيل مفاجئ لاسم خالد في ذاكرة الدراما السورية

قامشلي- نورث برس

بعد مسيرة فنية حافلة، أخرج فيها عدداً من أشهر الأعمال الدرامية السورية والعربية، ونتاج ساهم في نهضة الدراما السورية خلال التسعينات، رحل صباح الثلاثاء، المخرج السوري الكبير حاتم علي عن عمر ناهز 58 عاماً إثر نوبة قلبية في القاهرة.

وخلال رحلته التي امتدت 20 عاماً تحوّل علي إلى واحد من أهمّ صناع الدراما في سورية، حيث قدم مجموعة من الأعمال التي ساهمت في إخراج الدراما السورية من محليتها نحو جمهور عربيّ واسع.

“وفاته جمعت السوريين”

وفور انتشار خبر وفاة المخرج السوري حاتم علي، حتى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي المنشورات التي تنعي وفاته من السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

ونشر الكاتب السوري الكردي شورش درويش على صفحته في موقع فيسبوك: “قلّما اجتمع السوريون على رمز في غياب الدولة وتعدد الأناشيد والأعلام وفي ظل هذا الشتات العظيم، اليوم جمعهم رحيل الكبير حاتم علي.”

وأضاف درويش ناعياً: “هذه آخر ملحمة درامية لصانع الملاحم التاريخية والشعبية.”

بدوره قال الفنان والمخرج السوري زهير قنوع لنورث برس :”الكلمات تعجز… رحيل صادم مفجع،

قامة سورية كبيرة نثرت نهج المعرفة والعمل على أجيال وأجيال.”

ووصفه الصحفي السوري عدنان علي بأنه “خسارة للفن السوري والعربي.”

وقال في حديثه لنورث برس: “شخص مثقف ومهذب ومتواضع و مكافح ومجتهد، وبجهده وإبداعه حقق شيء متميز رغم إنه ينحدر من أسرة فقيرة.”

وقال الممثل باسل طه، الذي عمل في بداياته الفنية مع الراحل:”الخبر كان صادما لأنه مبدع بحجم وطن.. عملت مع حاتم علي بمسلسل صقر قريش.”

وأضاف: “هو أول من رشحني للدراما منذ كنت طفلاً، ومنحني دور عبيد الله في المسلسل وهو أبن أخ صقر قريش الذي لعب دوره الفنان جمال سليمان.”

واعتبر  طه أنه “…كان مدرسة فنية في الإخراج، فكان من بعده زهير قنوع ونضال عبيد و المثنى صبح وآخرون، فهو إرث سوري لا يمكن تعويضه.”

 “لا اعتقد أنه يمكن أن يولد كل يوم مخرج مبدع بهذا الذكاء وبهذا الوعي… قدم أعمال ذات قيمة سوف تبقى خالدة في تاريخ الفن السوري”، حسب طه.

وعلى مدار سنوات الحرب السورية تداول فنانون فيما بينهم مقولة: “لو عاد حاتم علي لعادت للدراما السورية ألق كبير.” 

ونعى المخرج السوري هيثم حقي في صفحته على موقع الفيسبوك :”آآآآآه يا حاتم … فطرت قلبي يا أخي وابني وصديقي وشريكي في الفن ممثلاً ومخرجاً وكاتباً وإنساناً تليق بك الإنسانية.”

وقال حقي في منشوره “يمر يا حاتم شريط أعمالنا المشتركة التي بدأت بك ممثلاً مبدعاً في ظهورك الأول اللافت في دائرة النار وصور اجتماعية وهجرة القلوب لتتنوع مشاركاتك معي مخرجاً وكاتباً وممثلاً.”

وأضاف المخرج السوري أن تعاونهم: “تتوج بفيلم الليل الطويل الذي أبدعت فيه يا صديقي ونلت عليه العديد من الجوائز العالمية.”

حاتم والسياسة

وذكرت مدونة مجلة آراجيك السورية عن الراحل أنه نزح مع عائلته من الجولان السوري وسكن أطراف مخيم اليرموك. وعانى ضيق العيش وصعوبته في طفولته.

  وأوضحت في تدوينة عن المخرج السوري أن كتاب” الاستبداد المفرح” للكاتب فجر يعقوب ابن مخيم اليرموك هو حوارات مع حاتم علي امتدت لأربع سنوات، وهي فكرة طرحها عليه الفنان جمال سليمان في أحد حواراتهما في مقهى الروضة بدمشق.

وأشارت المدونة إلى أن الراحل تقدم بطلب هجرة إلى كندا وتمت الموافقة عليه. كما صدر قرار بفصله إلى جانب 180 آخرين من نقابة الفنانين في سوريا، تحت ذريعة عدم تسديدهم للرسوم المترتبة عليهم.

إنجازاته

 قدم حاتم علي مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية لعل أهمها: الزير سالم عام 2000، والذي يعد نقطة تحول مهمة في مسيرته، و مسلسل عمر عام2012.

ومن أبرز المسلسلات التي أخرجها الراحل  مرايا 1998، 1999، ولفصول الأربعة 1999، وصلاح الدين الأيوبي 2001، والتغريبة الفلسطينية 2004، والملك فاروق 2007، وأور كيديا 2017.

ونال الراحل حاتم علي جائزة أفضل مخرج لخمس مرات في مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون و مهرجان القاهرة للإعلام العربي.

كما نال أيضا ست ذهبيات في عدة مهرجانات عربية عن مسلسلاته: الزير سالم، الملك فاروق، ملوك الطوائف، صقر قريش، وصلاح الدين الأيوبي.

 وكتب الراحل الذي عرف بالفنان الشامل مسرحيتين بالتعاون مع المخرج المسرحي زيناتي قدسية هما: الحصار وحكاية مسعود، كما كتب  ثلاث مسرحيات أخرى: مات ثلاث مرات عام 1996، والبارحة- اليوم- وغدًا عام 1998، وأهل الهوى عام 2003.

وأسس حاتم علي شركة صورة للإنتاج الفني، التي قامت بإنتاج عدد من المسلسلات، والأفلام الوثائقية، والروائية القصيرة.

وحصد الفيلم السوري  مرور من إنتاج شركته وإخراج وسيناريو ابنه المخرج عمرو علي جائزة (نيو بلاك) قبل يوم من وفاته.

إعداد: سلام حسن – تحرير: جان علي