كتاب وصحفيون سوريون يسردون أمنياتهم للعام الجديد
دمشق- نورث برس
بعد عشرة أعوام من الحرب وأزمات الدمار والهجرة والمعيشة المرافقة، يأمل سياسيون وصحفيون سوريون، يقيمون خارج البلاد، في أن يحمل العام الجديد ظروفاً أفضل للبلاد وشعبها.
وحتى في الأماني، تختلف زاوية النظر من سوري لآخر، إلا أنها تتفق في العموم على أمنيات السلام والمساواة، والنجاة مما أنهك بلادهم وشعبهم طوال عقد من الزمان.
“سلام كحلم”
ويأمل فايز سارة، وهو كاتب وسياسي سوري، أن يحمل العام الجديد “السلام” للسوريين.
وقال في مقابلة لنورث برس: “تحقيق هذه الأمنية التي تبدو كلمة بسيطة، تتضمن في العمق أمنيات مثل الحرية والعدالة والمساواة، وتطبيع حياة السوريين بخروج أبنائهم من المعتقلات وعودة المهجرين واللاجئين إلى منازلهم.”
ورأى “سارة” أن استعمال السلاح وأخذ السوريين إلى حرب ثم حروب متعددة، “كان نهج نظام الاستبداد والاستئثار، قبل أن يذهب السائرون على طريقه من المتطرفين وأمراء الحرب والعصابات المسلحة في الاتجاه ذاته.”
وشدد على أن أطراف الحرب اتخذت قوى إقليمية أو دولية داعماً لها، أو اعتمدت على الاثنين “كما فعل النظام”، ما جعل بعض تلك القوى تتحكم بمصير سوريا والسوريين.
وقال: “علينا أن نسعى جميعاً للسلام، فحتى لو كان بعيداً أو يبدو كأنه حلم، لكنه يجعلنا على بوابة خيارات مختلفة تتعلق بالاعتدال والحياة والحرية.”
“بعد عام الفجائع”
وقالت مزن مرشد، وهي صحفية سورية تقيم في فرنسا، إن أمنيتها ما تزال تتكرر كل عام، وهي “رحيل الأسد أولاً، فبرحيله ستتوقف إراقة الدم والمذابح والتشرد والتهجير والجوع.”
رحيل النظام كما تقول “مرشد” سيغير الوضع السوري نحو الأفضل، وإن لم يكن بالسرعة المطلوبة.
وأضافت: “حتى لو بقيت الكثير من المشكلات العالقة، تبقى الخطوة الأولى رحيل النظام .”
وبالإضافة لتمنياتها بالسلام والمحبة لسوريا، تأمل “مرشد” أن يحمل العام الجديد السلام للعالم بعد سنة من “المفاجآت المفجعة والأمراض.”
“أوكسجين وانتخابات”
وقال إبراهيم حميدي، وهو صحفي سوري يعيش في بريطانيا، إن السوريين كغيرهم ينتظرون تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مقاليد الحكم، لمعرفة ما إذا كانت سياستها ستكون مختلفة عن سابقتها.
وأشار إلى تباين آمال سوريين، “فكل سوري لديه آمال مختلفة في إدارة جو بايدن، بحسب منطقته.”
وبرأي “حميدي”، يبرز التساؤل حول إذا ما كان العام المقبل سيحمل بعض الأوكسجين “لسوريا المريضة”، أم أنه سيكون امتداداً لعام 2020 الذي شارف على الانتهاء.
ولمصطفى السيد، وهو صحفي سوري يعيش في ألمانيا، أيضاً أمنيات في “السلام والمحبة والعدالة والكرامة والأمن” لشعب سوريا.
ويقول: “أتمنى أن يستيقظ السوريون فجر الجمعة الأول من كانون الثاني/يناير وقد أعلن عن انتخابات نزيهة.”
ويذهب “السيد” بأمنياته من انتخابات مجالس البلدات السورية إلى انتخاب مجلس نواب للبلاد العربية، وآخر لنواب البلاد الإسلامية.
“ولو طرف خيط”
بينما اكتفى حازم الشعار، وهو إعلامي اقتصادي سوري يعيش في الإمارات العربية المتحدة، بأمنية أن يكون عام 2021 “عام خير وأقل رداءة لسوريا والسوريين.”
ويتمنى انفراجاً في الأزمات المعيشية لسوريي الداخل، رغم اعتقاده بأن جل السوريين في الخارج يعيشون أيضاً ظروفاً لا تقل صعوبة عن ظروف الداخل.
ويعتبر “الشعار” أن “أجهزة الدولة السورية وما تعرف بالمعارضة السياسية التي فرضت نفسها على السوريين، أخفقت في التعامل مع التغيرات الحادة التي هزت البلاد على مدى عشرة أعوام.”
ويرى أن سوريا تحتاج إلى حل عبر “صفقة جديدة” ترضي جميع السوريين بمختلف مكوناتهم القومية والدينية وأن “يتلمس السوريون طرف خيط لهذا الحل.”