تركيا تواصل استفزازتها شرق المتوسط ومراقبون يقولون إن الأمور تزداد تعقيداً

إسطنبول – نورث برس

أعلنت تركيا، أمس الأربعاء، وعبر إعلامها الرسمي، عن نيتها إطلاق ما أسمتها أكبر سفينة حربية، تحمل اسم “الأناضول TCG”، شرق البحر المتوسط.

ورأى مهتمون بالشأن التركي أن “الأمور تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم”، بسبب ما تقوم به أنقرة، رغم التهديدات الأوروبية بفرض عقوبات عليها.

وأعلنت تركيا، الثلاثاء الماضي، عن تمديد مهمة سفينة “عروج رئيس”، للتنقيب شرق المتوسط، بعد أن كانت قد أعلنت تراجعها وانتهاء مهامها.

وذكرت صحيفة يني شفق التركية، أن تركيا تستعد لإطلاق سفينتها “الأناضول TCG”، والتي تُعتَبَرُ أكبر سفينة حربية هجومية، ستتسلمها القوات التركية خلال العام القادم 2021.

وأشارت الصحيفة التركية، إلى أن طول السفينة يبلغ 232 متراً وعرضها 30 متراً، وارتفاعها 58 متراً، ووزنها 30 ألف طن، وأنها قادرة على القيام بعمليات عسكرية وإنسانية في الوقت ذاته.

وأضافت الصحيفة أن بإمكان السفينة حمل ما لا يقل عن 30 طائرة حربية، ومروحية، وطائرات دون طيار، وأنها تتألف أيضاً من ثلاث مراكز لعمليات حربية في آن معاً، ويمكن تخصيص إحداها لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وسارعت اليونان، وعبر إعلامها الرسمي أيضاً، للإعلان عن مخاوفها من تلك التحركات التي تقوم بها تركيا، في رسالةٍ واضحةٍ للاتحاد الأوروبي بأن عليه التحرك، ووضع حدٍّ للتحرك الملحوظ لتركيا هناك.

تعقيدات متزايدة

وقال مراد آغا أوغلو، وهو مختص بالشأن التركي، في تصريحٍ لنورث برس، إن “الأمر يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، فالاتحاد الأوروبي بالمجمل يخرج من ضعف إلى ضعف، خاصةً أنه لم يعد متراص القوة كما كان في السابق.”

وبخروج بريطانيا من الاتحاد، وعدم التناغم بين دوله، واتخاذ دول مثل فرنسا سياسة متفردة، وفي ظل التراجع الاقتصادي، يكون الرد الأوروبي لا يرقى إلى المواجهة مع تركيا، بحسب وصف “أوغلو”.

وأضاف: “إذا ما ذكرنا تخوّف أوروبا من انهيار منظومة الناتو، إذا ما حلَّ احتدام في داخلها وبين دولها، يبقى خيار المواجهة مع تركيا صعباً جداً، سيما أن تركيا تعزز من قوتها وإمكانياتها”.

وأشار إلى أنه ” يمكن تفهّم مخاوف اليونان وهواجسها، كونها ستكون المتضررة الأولى جغرافياً، خاصةً في موضوع الجزر المتاخمة للشواطئ التركية”.

ووصف مراقبون التحرك التركي شرق المتوسط، بأنه “تحدٍّ واضح للاتحاد الأوروبي.”

من جهة أخرى، قال عمر أوغلو، وهو مختص بالشأن التركي، لنورث برس، إن “تركيا لم تبدأ بعمليات التنقيب إلا بعد إعداد أرضية قانونية ترسم حدودها البحرية، و بعد عدة اتفاقيات مع دول الجوار.”

وأضاف أنها “بدأت بممارسة حقها، في البحث عن ثرواتها الطبيعية، والتنقيب في البحر وضمن مياهها الإقليمية.”

ويعتقد “أوغلو” أن “تركيا لن تتراجع عن ممارسة حقها،  وأن نشر قوات حربية في البحر يؤكد ذلك، وتحريك أكبر سفينة يأتي في سياق التحدي والرد على العقوبات الأخيرة.”

وتزامناً مع التحركات شرق المتوسط، ومع قرب الاجتماع المقرر للاتحاد الأوروبي في آذار/مارس 2021، سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإرسال رسائل حاول من خلالها كسب ود الاتحاد الأوروبي وأميركا من جديد.

وقال أردوغان، بحسب الإعلام التركي الرسمي، إن “أنقرة تأمل بفتح صفحة جديدة، في علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الجديد 2021.”

وأضاف أن “التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري متعدد الجوانب، ليس بديلاً عن الروابط المتجذرة مع الولايات المتحدة”.

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي