وسط تحرك تركي جديد شرق المتوسط.. مختصون: الاتحاد الأوروبي قد يقوم برد جدي

إسطنبول – نورث برس

أعلنت تركيا مجدداً، أمس الثلاثاء، عن تمديد مهمة سفينة “أوروتش رئيس”، للتنقيب شرقي المتوسط، بعد أن كانت أعلنت تراجعها وانتهاء مهامها.

وجددت  مهام السفينة حتى 15 حزيران/ يونيو 2021، في خطوة تنبأ باستمرار التصعيد، في تجاهل تركي واضح لتحذيرات الاتحاد الأوروبي من فرض عقوبات عليها.

وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية، أن تركيا مددت مهام سفينة “أوروتش رئيس” للتنقيب في شرق المتوسط، من خلال إصدارها إخطار “نافتكس” جديد بالمنطقة حتى 15 حزيران/يونيو المقبل.

وأضافت أنه “ستواصل (أوروتش رئيس) مهامها في شرق المتوسط، برفقة سفينتي أتامان، وجنكيزخان.”

وقال مختص بالشأن التركي، في تصريح سابق لنورث برس، إن سحب تركيا لسفينة التنقيب عن النفط “أوروتش رئيس”، من شرقي المتوسط، وإعلان إنهاء مهامها “يأتي في سياق عملية ضبط النفس.”

وتزامن الإعلان عن تمديد مهمة سفينة “أوروتش رئيس”، مع إعلان وزارة الدفاع التركية عن إطلاق مناورات حربية تبدأ اليوم الأربعاء في المتوسط، تشارك فيها القوات البرية والبحرية والجوية تحت اسم “مخلب النمر 2 لعام 2020”.

استفزازات تركية جديدة لليونان

قال حامد عثمان أوغلو، مختص بالشأن التركي، لنورث برس، إن “الوضع شرقي المتوسط ذاهب باتجاه التصعيد، بعد بعض التنازلات التركية، وكل ذلك كان بهدف كسب ود الاتحاد الأوروبي ومنعه تنفيذ العقوبات”.

وأضاف أن “ما يجري سيزيد من تعقيد الأمور, خاصةً وأن اليونان كانت تعلم بأن تركيا ستواصل استفزازها، وقد قللت، في وقت سابق، من أهمية الدعوات التركية ومن سحب سفينة التنقيب شرقي المتوسط.”

ويرى “أوغلو” أن “تركيا عادت لسياسة الاستفزاز، ليس فقط لليونان، بل وحتى للاتحاد الأوروبي، وربما سيكون الأخير جاداً هذه المرة، باتخاذ خطوات ليست من صالح تركيا، وأبرزها فرض العقوبات.”

وطالبت اليونان من الاتحاد الأوروبي، بفرض حظر أسلحة على تركيا، بحسب ما كشف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.

وقال مختص بالشأن التركي، فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس، إن “الأمور تتجه إلى فخ الشيطنة، ولكن يصعب على  الناتو أن يفرض حظراً جوياً على أحد أعضاءه.”

وأضاف أنه “ربما إذا ارتكب الاتحاد الأوروبي، خطأً كهذا فهو سيخسر تركيا كأحد أعضاء الناتو، وسيدخل معها في مواجهة حتمية، الأمر الذي يستبعد  حصوله بهذه التطورات فعلياً على الأرض”.

تحريض أوروبا ضد تركيا

أشار المختص بالشأن التركي، إلى أن “الموقف اليوناني متحامل، ويشكل تحريضاً على تركيا، في محاولة لزج أوروبا الكبيرة في مشاكلها الخاصة مع أنقرة.”

وقال إن “أوروبا يستبعد أن تستجيب لهكذا مطالب، سيما أن النتائج يمكن أن تخرج عن السيطرة”.

واتهمت تركيا وعلى لسان وزير دفاعها خلوصي آكار، اليونان بأنها “تسعى لإظهار خلافاتها مع تركيا، على أنها خلافات بين أنقرة وعموم الاتحاد الأوروبي، وهذا تحريف للحقائق التي تفعله أثينا.”

وقال عبيدة أبو عمر، صحفي مهتم بالشأن التركي والدولي، لنورث برس، إن “تركيا تسير بخطى ثابتة نحو فرض جزء من رؤيتها للحل شرق المتوسط.”

وأضاف أن “اليونان لا تملك إلا تحريض أوروبا ضد تركيا، ولكن السياسة الأوروبية تدرك أن الاتفاق مع تركيا خير من الخلاف لها، لأن صادرات الأسلحة التركية إلى أوروبا ودول آسيا وأفريقيا، في تطور ملحوظ”.

وكشفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في وقت سابق، عن الضغوطات التي تتعرض لها بلادها كرئيسة للاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات على تركيا.

وذكرت ميركل بعد اجتماع القمة، أن “زعماء الاتحاد يعتزمون مناقشة صادرات السلاح إلى تركيا مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي الناتو”، وذلك بعد أن ضغطت اليونان لفرض حظر أسلحة على تركيا.

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي