تنظيم “الدولة الإسلامية” يعاود تشكيل صفوفه (القسم الأول)

NPA

لم يهزم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على الرغم من فقدان أراضي ما يسمى بـ"الخلافة" في البلدين.
ويعتبر التنظيم أقوى مما كان عليه سلفه تنظيم "القاعدة" في العراق عام 2011، عندما انسحبت الولايات المتحدة من العراق وكان لدى "القاعدة" في العراق حوالي /700/ إلى /1000/ مقاتل في ذلك الوقت، مقارنة بـ/30/ ألف مقاتل لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا في آب/أغسطس 2018 وفقا لتقرير نشره مركز الدراسات الحربية (ISW) الأمريكي.
العودة
فقدان تنظيم "الدولة الإسلامية" البطيء لقوته وسيطرته على الأراضي في سوريا والعراق بدأ به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وواصله الرئيس دونالد ترامب.
هذا الفقدان البطيء أعطى للتنظيم فرصة للتخطيط والاستعداد للمرحلة التالية من الحرب, حتى قبل سقوط "الخلافة" المزعومة، للتعافي بشكل أسرع إلى مستوى أكثر خطورة من القوة التي كان عليها.
تخطيط التنظيم جاء من خلال عمده بسحب العديد من مقاتليه وعائلاتهم من الموصل والرقة وغيرها من المدن الهامة ونقلهم إلى مناطق دعم جديدة وقديمة في العراق وسوريا، كخلايا نائمة الآن في كلا البلدين للقيام بعمليات بين الحين والآخر.
واحتفظ تنظيم "الدولة الإسلامية" بشبكة مالية عالمية مولت انتقاله إلى المرحلة الجديدة وتمكن من الحفاظ على ما يكفي من الأسلحة وغيرها من الإمدادات في شبكات الأنفاق وغيرها من مناطق الدعم من أجل تجهيز قوته التي يتم تجديدها.
إعادة التشكيل
بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" في إعادة تشكيل القدرات الرئيسية في أواخر عام 2018 التي ستمكنه من شن عمليات أكثر عدوانية في الأشهر المقبلة.
وأكد أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، سيطرة عملياتية أكبر لقواته في العراق وسوريا في حزيران/يونيو 2018، وهو يعيد تشكيل هياكل القيادة والسيطرة.
كما يعيد تشكيل قدرته على تفجير موجات من الأجهزة المتفجرة المرتجلة المحمولة على المركبات في العراق وسوريا، متبعا بذلك سياسة العمليات السابقة في السيطرة على الفلوجة والموصل 2014، وقد فجرت بالفعل في الموصل والرقة.
 كما استأنف تنظيم "الدولة الإسلامية" إصدار نشرات إعلامية موحدة في تموز/يوليو 2018، مما يشير إلى أنه أعاد بناء القدرات الإعلامية الرئيسية.
زخم "داعش"
وباعتبار أن المناطق التي فقد التنظيم سيطرته عليها في العراق وسوريا لا تزال غير مستقرة ولا آمنة لوجود خلايا نائمة للتنظيم فيها, فمن المرجح أن يعاود التنظيم النمو من جديد.
وقام التنظيم في العراق وبشكل منهجي بالقضاء على قادة القرى والمدنيين الذين تعاونوا مع القوات المناهضة له لإضعاف المقاومة وتأجيج عدم ثقة السكان بحكومة العراق، إضافة لفرض الضرائب والسيطرة على جيوب صغيرة من التضاريس.
أما في سوريا، يشن تنظيم "الدولة الإسلامية" عملياته على ثلاث جبهات ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، والحكومة السورية، وجماعة "تحرير الشام" (النصرة سابقاً) الذراع السوري لتنظيم القاعدة.
الحملة التي يشنها تقلل من هيبة هياكل الحكم وتوقف جهود إعادة الإعمار، مما يسهم في إدامة فشل الدولة والعنف في الحرب الأهلية السورية.
إعادة السيطرة
ويسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى إعادة السيطرة الإقليمية في العراق وسوريا. ومن المرجح "نجاحه" إذا انسحبت الولايات المتحدة.
فالوجود الأمريكي في شمال شرقي سوريا يمكّن من إجراء عمليات استخباراتية وجوية حيوية لا يمكن تنفيذها إذا انسحبت الولايات المتحدة، والذي إن حصل فسيؤدي لهجمات تركية ويضطر قوات سوريا الديمقراطية للانسحاب بعيدا عن وادي نهر الفرات لمواجهة تركيا في الشمال السوري، مما يخلق مساحة أكبر يمكن أن يعود فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الظهور، لذلك من الضروري وجود قوات سوريا الديمقراطية لمنع تنظيم "الدولة الإسلامية" من استخدام سوريا كقاعدة لتأجيج حملته في العراق حسب لمركز الدراسات الحربية (ISW).