تحليل – "حَمْلُ" التوتر الأمريكي-الإيراني يحدث في الخليج.. والولادة في سوريا
الضفة الغربية ـ NPA
تعاظمت على نحو غير مسبوق، التصريحات الإسرائيلية التي تحذر إيران وتهددها بالتدخل العسكري في حال تصاعد التوتر بين أمريكيا والجمهورية الإسلامية على إثر تجاوز الأخيرة الكمية المحددة وفق الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول العظمى عام 2015.
لكن.. يبدو أن هذه التهديدات الإسرائيلية تندرج في سياق الضغط النفسي ضمن الاستراتيجية التي تتبناها الإدارة الأمريكية والداعية إلى "ممارسة أعلى مستوى من الضغط على الخصم والعدو.. حتى يقبل بمفاوضات وفق السقف الأمريكي".
ووفق متابعات "نورث برس"، فإن القصف الإسرائيلي على أهداف تتعلق بمخازن الصواريخ "الدقيقة" التابعة لإيران في سوريا وأخرى كانت في طريقها لحزب الله، قبل ثلاثة أيام، مرتبطة بشكل وثيق بالتوتر الحاصل في عموم منطقة الخليج بين أمريكيا وإيران؛ فلا يمكن فصل الأمرين عن بعضهما.
وكأنّ سوريا باتت الملعب الرئيسي لممارسة الضغط والضغط المضاد على إيران ومنها أيضاً.
وفي السياق، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يوصل رسالة ضمنية لكل من الرأي العام الأمريكي وكذلك أوروبا مفادها "أن إسرائيل لا تحرض الإدارة الأمريكية نحو حرب اتجاه إيران وإنما تنسق معها كل خطوة"، وذلك عندما قال إنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقا بما وصفته إسرائيل بمهمة للمخابرات في طهران العام الماضي للاستيلاء على وثائق نووية إيرانية سرية.
وكان نتنياهو أعلن في نيسان /أبريل 2018 أن فريقا من جهاز الموساد نجح في الاستيلاء على آلاف الوثائق السرية من إيران والتي أثبتت انتهاج إيران في السابق برنامجا للأسلحة نووية. واستند ترامب لتلك الوثائق عندما اتخذ قرارا في الشهر التالي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في عام 2015.
وترجح مصادر في تل أبيب لـ"نورث برس" أن تشهد الفترة القريبة قصفاً إسرائيلياً مكثفاً على أهداف إيرانية في سوريا على غرار الغارات الأخيرة، ارتباطاً بتزايد التوتر في منطقة الخليج وكذلك المخاوف من محاولات إيرانية للعودة إلى برنامجها النووي وتعزيز عملية التخزين والنقل لـ"صواريخها الدقيقة" كوسائل ضغط ومواجهة للعقوبات الأمريكية.
في موازاة ذلك، في الساحة الدولية تساعد روسيا إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية وتبيعها سلاحاً. وبوتين يربح جيداً على المستويين، وكذلك من وقوفه في وجه الأمريكيين.
لذلك لا مصلحة له في تحطيم الأواني مع الإيرانيين. لكن الروس يعتقدون أنهم يستطيعون أن يسيروا على حبل دقيق في سوريا وتحقيق التفاهمات التي بحثها مسؤولو الأمن القومي، الأمريكي جون بولتون، والروسي بتروشوف والإسرائيلي بن مئير في القدس، مؤخراً.
في هذه الأثناء، لا تزال نتائج الاجتماع الأمين الثلاثي غير معروفة، ويمكن الافتراض أن الأمريكيين لن يسارعوا إلى الموافقة على رؤية روسية حول حل الأزمة السورية، كي لا يسمحوا للإيرانيين بإقامة ممر بري من طهران إلى لبنان.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستتخذ في السابع من الشهر الحالي إجراءات إضافية، لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي وتبدأ بتخصيب اليورانيوم بالمقدار الذي تحتاجه، ولن تكتفي عند مستوى (3.67%) بالمئة.
ويعني هذا الكلام مزيداً من الضغط الإسرائيلي على القوات الإيرانية والميليشيات التي تدور في فلكها على الأرض السورية، وفق تقديرات وكالة "نورث برس".
جدير ذكره أن إسرائيل بالأصل عارضت الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والدول العظمى عام 2015 بحجة أنه لا يفرض قيوداً كافية للجم طموحات إيران النووية، كما ولا يتضمن مخاطرها وتدخلاتها في المنطقة.
وقد تسبب هذا الاتفاق حينها بتوتر في العلاقات بين حكومة نيتنياهو وإدارة باراك أوباما السابقة إثر دعم الأخيرة للاتفاق النووي مقابل معارضته إسرائيلياً.