باحث في الشؤون التركية: منتدى غاز شرق المتوسط عقبة أمام طموحات تركيا
القاهرة – نورث برس
تشهد منطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، خلال العامين الماضيين، حراكاً واسعاً تكلّل بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، بمشاركة عدد من الدول المطلّة على شرق المتوسط باستثناء سوريا وتركيا.
وقال كرم سعيد، الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إن منتدى غاز شرق المتوسط تحوّل إلى منظمة إقليمية خلال العام الجاري.
وأضاف أنه يحمل عدة دلائل مهمة، مرتبطة بمستويات التنسيق والتفاهم بين القوى المختلفة شرق حوض البحر المتوسط، “بما يعزز الاستفادة من المنطقة ومواجهة أي تحديات تعيق ذلك.”
وقال في تصريحاتٍ خاصةٍ لنورث برس، إن “تلك المنظمة تمثّل عقبةً أمام طموحات تركيا في منطقة شرق المتوسط، وتجبرها على التخلّي عن سياسة العصا الغليظة في مواجهة دول شرق المتوسط.”
وقال إلهامي المليجي، وهو محلل سياسي مصري، في تصريحٍ سابقٍ لنورث برس، إن منتدى الغاز جاءت كـ”ضربةٍ قويةٍ لتركيا.”
وأضاف أن المنتدى فتح باباً للحوار، لا سيما أن المنظمة ذاتها استطاعت أن تجذب تأييد قوى إقليمية ودولية كبرى، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي، بحسب”سعيد”.
وتأسس المنتدى كهيئة في كانون الثاني/يناير 2019، ويقع مقرّه الرئيس في القاهرة، ويهدف إلى إنشاء سوق غاز إقليمي في منطقة شرق المتوسط، وتحسين العلاقات التجارية، وتأمين العرض والطلب بين الدول الأعضاء.
وقال رمضان أبو العلا، وهو خبير بترولي، في تصريحاتٍ خاصةٍ لنورث برس، إن “منتدى غاز شرق المتوسط يمثّل من الناحية السياسية نموذجاً للتعاون الإقليمي بين دول شرق البحر المتوسط.”
وأضاف أن العديد من الدول تحرص على المشاركة كمراقبين في هذا المنتدى الذي أصبح ذا ثقل سياسي ويحظى باحترام العالم، “ثم تحوّل إلى منظمة إقليمية، وقراراته ملزمة للأعضاء المشاركين فيه.”
ولفتَ إلى أن المنتدى أسهم، في جانبه الاقتصادي، في إيجاد تنسيق واسع وتكامل بين الدول المطلّة على شرق المتوسط، حتى أن البنك الدولي أعلن عن دراسات ومنح لدراسة البنية التحتية للمنطقة.
وأضاف أنه يساعد على تسهيل عملية تصدير الغاز المكُتَشف في المياه العميقة، بما يدرُّ مكاسب مرتفعة للدول المشاركة في الاكتشافات بشرق المتوسط.
وقال إنه منوطٌ بسوريا الانخراط في هذا المنتدى، لكن الظروف السياسية الراهنة تحول دون حدوث ذلك.
وأضاف ” أبو العلا”: “حين تستقر الأمور في الداخل السوري، بالتأكيد ستنضمُّ سوريا إلى المنتدى الذي سيحقق لها فوائد كبرى.”