سياسي مصري: يمكن للعرب تحقيق خطوات مهمة وفاعلة في مواجهة تركيا

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

قال إلهامي المليجي، وهو محلل سياسي مصري، الأربعاء، إنه إذا كانت هنالك إرادة عربية جادة “يمكن للعرب أن يحققوا خطوات مهمة وفاعلة في مواجهة الأطماع التركية في المنطقة .”

ويأتي تصريح “المليجي”، تعليقاً على حملة المقاطعة التي أطلقتها السعودية ضد تركيا.

وانضمت مجموعة جديدة من المؤسسات والشركات التجارية والصناعية السعودية إلى حملة مقاطعة المنتجات التركية كان قد أطلقها سعوديون قبل أكثر من عشرة أيام.

وقال “المليجي”، لنورث برس من القاهرة، إن الموقف العربي الجاد “يتطلب مواجهة سياسية تعمل على كشف مخططات أردوغان، وفضح مشاريعه التوسعية على حساب الأراضي العربية بهدف نهب ثرواتها.”

وكان الرئيس التركي قد صرح خلال زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة بأن التواجد العسكري لبلاده في قطر “يخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج.”

وقال أردوغان إنه “يجب ألا ينزعج أحد من تواجد تركيا وجنودها في الخليج، باستثناء الأطراف الساعية لنشر الفوضى.”

ويتطلب الموقف العربي بحسب “المليجي”، مواجهة اقتصادية تتمثل في مقاطعة المنتجات التركية، والعمل على تقليص الحضور الاقتصادي التركي في البلدان العربية.

وأضاف: “وهذا من شأنه أن يعمق من أزمة النظام التركي ويحد من قدراته على التمدد خارج تركيا ، فضلا عن إضعاف شعبيته.”

وتطرق المليجي بالحديث عن الاستفزازات التركية في المتوسط وتدخلاتها بالمنطقة، وما إن كانت ردود الفعل الدولية ستفرض على أنقرة مراجعة سياساتها واتخاذ مواقف مرنة لإنهاء ما تواجهه من شبه عزلة إقليمية من عدمه.

وقال إن “نظام أردوغان يتسم بالتهور، لكنه أيضاً يمارس سياسة برغماتية تجعله يتراجع ربما خطوة للخلف عندما يجد التيار قوياً ولا قبل عليه بمواجهته “.

وأعلنت السلطات التركية في أكثر من موقف، عزمها البدء في التنقيب بمحيط المياه الإقليمية القبرصية والقريبة من اليونان، بل وتحرك المعدات نحو تلك المنطقة، لتعود عن هذه الخطوة متعللة بأسباب مختلفة.

وقال “المليجي”: “مثلت خطوة إشهار منتدى غاز شرق المتوسط في القاهرة (وهو المنتدى الذي يستثني تركيا) ضربة قوية لتركيا.”

 وتم استثناء تركيا بينما فتح المنتدى الباب لجميع دول شرق البحر المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز أو دول العبور، بحسب المحلل السياسي .

وفي سياق متصل، وحول التصريحات التركية الأخيرة بخصوص العلاقة مع مصر، قال المحلل السياسي، بعدما فشلت جميع محاولات النظام التركي لتقويض الدولة المصرية ارتد النظام التركي، وبدأت دعوات لفتح صفحة جديدة مع مصر .

وأضاف: أعتقد بأن هذه الدعوات لن تلقى صدى من القيادة السياسية في مصر.

وأرجع السبب في ذلك إلى أن الخلاف مع النظام التركي “خلاف وجودي وليس مجرد خلاف حول قضايا سياسية.”

وهناك محددات لمصر لن تحيد عنها في أي حوار مع النظام التركي، بحسب “المليجي”.

وفي مقدمتها، “قطع أي علاقات مع الإخوان المسلمين وإغلاق جميع منابرهم الإعلامية التي تبث من تركيا، وتسليم عناصر الإخوان الهاربة من العدالة في مصر .”

ومن المحددات التي تحدث عنها “المليجي” أيضاً “وقف الدعم للجماعات الإرهابية في ليبيا وسحب العناصر الإرهابية التي نقلتهم تركيا إلى مناطق غرب ليبيا.”

بالإضافة “للانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها، ووقف التدخل في الشؤون العربية.”

وهذه أمور، بحسب إلهامي المليجي، المحلل السياسي المصري، “لا يمكن أن يقبل بها النظام التركي؛ لأنها تعني فقدانه لشرعيته الفكرية والعقائدية.”

إعداد: محمد أبو زيد ـ تحرير: معاذ الحمد