مزارعون بريف ديرك يتركون أراضيهم بوراً بسبب استهدافهم من قبل الجندرمة التركية

ديرك – نورث برس

إلى جانب عدد من أقرانه لم يتمكن حسين حسين(64عاماً) وهو مزارع من قرية عين ديوار أقصى شمال شرقي سوريا على الحدود التركية، من حراثة عشرة هكتارات من أرضه هذا العام، بسبب خشيته من استهدافه من قبل الجندرمة التركية.

ويخشى مزارعو القرية كما معظم سكان القرى الحدودية لسنوات من الاقتراب من أراضيهم، خصوصاً بعد أن استهدفت الجندرمة بعضهم بالرصاص الحي في فترات سابقة، وحرمتهم من حراثة حقولهم.

وزاد قلق “حسين” هذا الموسم بعد تشديد الجندرمة التركية حراسة الحدود وإنشاءها مخفراً قبالة القرية، “إنهم يطلقون الرصاص بمجرد الاقتراب من الأراضي.”

وأدت هذه المخاوف إلى توجه قسم من مزارعي الخضار في قرية عين ديوار لزراعة الخضروات في قرى أخرى غير قريتهم مثل جم شرف وديركا برآفي خلال الموسم الماضي.

كما عمد بعضهم لزراعة مساحات صغيرة بالقرب من منازلهم بمقدار يكفي عائلاتهم.

ويقول “حسين”: “لا أدري ماذا أفعل. خسرنا كثيراً لأن الأرض بقيت بوراً.”

“بيئة لحيوانات برية”

وبسبب ترك مساحات شاسعة من الأراضي بلا زراعية في هذه المنطقة تحولت إلى بيئة مناسبة لحيوانات برية مفترسة كالذئاب والخنازير والضباع وبنات آوى بحسب مزارعين.

ويقول مسؤولون في بلديات المنطقة إنهم لا يتمكنون من معالجة مشكلة الخنازير التي تتلف المزروعات القريبة والمحاذية للحدود التركية، بسبب مخاوف من ردة فعل قد تقوم بها القوات التركية.

 وقال إسماعيل دارا، وهو صاحب جرار من قرية عين ديوار ويملك ثلاث هكتارات زراعية قبالة المخفر التركي إنه حرث هذا العام هكتارين من أرضه، “قمت بحراثة أرضي بقلق وخوف، لكنهم منعوني من استكمال الحراثة.”

 واضطر “دارا” لترك هكتار من أرضه بدون زراعة بعد أن أطلقت الجندرمة أعيرة نارية وحذرته بالتراجع.

لكنه كغيره من المزارعين الذين تمكنوا من زراعة قسم من أراضيهم يخشون أن تمنعهم قوات حرس الحدود من جني المحصول.

“اقتطاع أراضي”

وقال مزارعون من قرية عين ديوار لنورث برس إن المخاوف من اقتراب وزراعة أراضيهم الملاصقة للجدار الحدودي ازدادت أكثر وذلك بعد تكرار استهداف مزارعين وسكان في قرى حدودية أخرى.

ونهاية الشهر الفائت أصيب مزارعان برصاص قوات حرس الحدود التركي أثناء قيامها بزراعة أرضهما في قريتي مزرة فوقاني ومزرة تحتاني شمالي ديرك (المالكية) على ضفاف نهر دجلة.

وقال مسعود أحمد (39 عاماً) وهو مزارع من القرية إنه خسر هكتارين من أرضه كان يستفيد منها بزراعة الخضار الصيفية، أثناء تغيير مجرى نهر دجلة. 

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في قرية عين ديوار نحو ألف هكتار، حيث قامت الجندرمة التركية باقتطاع 30 هكتاراً تقع بمنطقة سرير نهر دجلة بجانب الجسر الروماني أثناء تغيير مجرى النهر قبل سنوات.

وفي شباط/ فبراير 2016 بدأت تركيا ببناء جدار على حدودها مع سوريا وانتهت منه في حزيران/يونيو 2018، بطول 711 كم من أصل طول الحدود الذي يبلغ 911 كم.

وتسبب بناء الجدار باقتطاع ما يقدّر مساحته بأكثر من 6331 دنماً، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة.

وفي تصريح سابق للرئيسة المشاركة لمنظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة أفين جمعة فإن الجدار التركي تجاوز أكثر من عشرة أمتار خارج الحدود المتفق عليها.

وذكرت حينها أنهم لم يرفعوا قضية إلى أي محكمة، “إلا أنّه تم تقديم شكاوى فردية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.”

لكن المحكمة لم تقبل الدعوة لأنّها وبحسب قوانينها “لا تستطيع استقبال قضايا تعنى بها تركيا بشكل مباشر دون أن تمرّ القضية بالمحاكم التركية.”، بحسب “جمعة”.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد