سكان قلقون من وضع سدين بريف قامشلي ومسؤول يؤكد عدم وجود مخاطر

ريف قامشلي – نورث برس

يتخوّف سكان في بلدة جل آغا (الجوادية) بريف قامشلي، شمال شرقي سوريا، من تشكّل فيضانات في هذا الشتاء قد تهدد بانهيار سدين في البلدة ومحيطها.

بينما يؤكد مسؤولو الموارد المائية على أنه ما من داعٍ للقلق بعد إجراء عمليات صيانة في سدي جل آغا وذخيرة (باب الحديد).

وكانت مساجد البلدة قد نادت السكان القريبين من السد ومجرى النهر، في آذار/مارس عام 2019، لإخلاء منازلهم عقب أمطار غزيرة تسببت بارتفاع منسوب المياه في السدين.

ورغم تأخر الأمطار هذا العام، قال عصام سفو (٣٧ عاماً)، وهو من سكان بلدة جل آغا، إن الشتاء ما يزال بأوله ولا أحد يدري ماذا يحمل معه من مخاطر.

وأضاف لنورث برس أنّ حوض السد الطيني يحتاج لصيانة دورية، وهو ما يعيد لأذهانهم “رعب العام 2019” إذ كانوا يخلون منازلهم كل ليلة خشية انهيار السد.

وقال علي المخلف (٧٥ عاماً)، وهو من سكان حي صلاح الدين في البلدة، إن سكان القرى المجاورة مثل الحمرا وذخيرة هم الأكثر ضرراً من السدين في حال فيضانهما.

وأضاف أن الجهة الشرقية لسد جل آغا كانت قد تعرضت لتصدعات في أوائل التسعينات، ما أفقد السكان الأمان كل شتاء.

وقال جابر السليمان، وهو رئيس قسم الموارد المائية في لجنة الزراعة في البلدة، إن وضع سدي جل آغا وذخيرة من الناحية التقنية “جيد جداً ولا داعي للمخاوف.”

وأضاف، لنورث برس، أن خبراء محليين قاموا بدراسة الناحية الفنية للسدين، وأكدوا أنهما مدعمان ويتحمّلان طاقة تخزينية معينة، “ولا خطر ما دام المنسوب ضمن السعة التخزينية.”

 ويقوم موظفو لجنة الزراعة في جل آغا بكشف دوري أسبوعي على السدين وقياس منسوب المياه فيهما.

ويبلغ منسوب المياه في سد جل آغا حالياً عشرة ملايين متر مكعب من المياه، بينما تبلغ السعة التخزينية للسد 12 مليون متر مكعب.

أما بخصوص ما حدث لسد جل آغا ربيع العام 2019، قال “السليمان”: “تفاجأنا آنذاك بارتفاع منسوب الماء بجسم السد خلال ساعات قليلة من ستة ملايين إلى 19 مليون متر مكعب، ما جعلنا نُقدِم على إجلاء السكان المجاورين للسد.”

وقامت الإدارة الذاتية بإشراف خبراء محليين بإعادة هيكلة جسم السد وصيانته وإزالة طبقة الحجر واستبدالها وصيانة المغالق والبوابات وتدهين القساطل وتجهيزها لفتح وإغلاق السد.

ويحوي سد ذخيرة المجاور للبلدة ما يقارب ١١ مليون متر مكعب من المياه، بينما تبلغ سعته التخزينية العظمى ٢٣ مليون متر مكعب.

“وعندما يصل المنسوب إلى ١٧ مليون متر مكعب، يتدفق الماء أوتوماتيكياً من بحيرة سد ذخيرة إلى بحيرة سد جل آغا ومن سد جل آغا إلى الوادي عبر بوابات المفيض”، بحسب “السليمان”.

وطالب حسين علي (38 عاماً)، وهو من سكان جل آغا، بالسماح لمزارعي ريف البلدة للاستفادة من مياه السد، ما يخفف الضغط المائي على السدين ويعود بالفائدة على المزارعين لا سيما مع تأخر أمطار هذا العام.

ويقول قسم الموارد المائية إن العمل في تنظيف القنوات المائية والسواقي تم بنسبة 80 بالمئة، ليكون استثمار مياه السد لريِّ الأراضي الزراعية ضمن خطط الأيام القادمة.

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد