روسيا تسجل انتهاكاً لوقف إطلاق النار في قرة باغ.. ومصادر توضح موقف أنقرة وموسكو
إسطنبول – نورث برس
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت الماضي، رصد أول انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ” بين أرمينيا وأذربيجان، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين في ارتكاب هذا الخرق.
واتهم رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، أمس الأحد، تركيا بالمشاركة في هجوم شنته القوات الأذربيجانية، على مواقع أرمينية جنوب قره باغ.
وقال دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، لنورث برس، إن “هذه الأعمال التي قام بها الجيش الأذربيجاني، في المقام الأول بسبب الرغبة في معارضة أرمينيا من خلال بناء طريق سريع هناك، يتجاوز حدود منطقة لاتشين.”
وأضاف أن “ختسابرد هي قرية صغيرة بها 40 عائلة، وتعتبر هذه القرية مهمة بالنسبة ليريفان، بسبب موقعها الجغرافي، يمكنها استخدامها لبناء طريق سريع جديد ليحل محل الطريق الذي سيطر عليه أذربيجان في منطقة لاتشين.”
الموقف الروسي
قال المحلل الروسي إن “موسكو مدركة تماماً أن تطبيع الوضع في ناغورني قره باغ لا يمكن أن يحدث بسرعة، ولا يزال لدى كل طرف من أطراف النزاع مطالبات عسكرية – سياسية وإقليمية ضد بعضها البعض.”
وأضاف أنه “لا يمكن القضاء على هذه المطالبات كنتيجة فقط لاستخدام الممارسات الدبلوماسية، بالإضافة إلى ذلك لدى القيادة الروسية معلومات حول محاولات مجموعات معينة في يريفان وستيباناكيرت للانتقام في ساحة المعركة.”
وأشار “كوركودينوف” إلى أنه “نتيجة لذلك فإن موسكو مستعدة لاستئناف المواجهة الأرمنية الأذربيجانية.”
ويرى أنه “في الوقت نفسه من المهم لروسيا أن تؤكد على الساحة الدولية، أن بعثة حفظ السلام التابعة لها في ناغورني قره باغ تتعامل بنجاح مع المهام الموكلة إليها لضمان السلام في المنطقة.”
وسيسعى الكرملين لتقليل عدد الضحايا، في حالة حدوث أي محاولات لإحياء الصراع بين الطرفين، ويمكن تحقيق ذلك، إذا عملت القوات الروسية في كل مرة كوسيط بين الأرمن والأذربيجانيين، حسب المحلل الروسي.
الموقف التركي
رأى “كوركودينوف” أن “تركيا تهدف إلى خلق عقبات أمام التفاعل بين أرمينيا وإيران، لتجاوز ممر لاتشين.”
وقال إن “أنقرة تعرب عن قلقها من أعضاء التشكيلات المسلحة الأرمينية العاملة في المنطقة، التي يمكن أن تستخدمهم طهران لتنفيذ خططها العسكرية والسياسية في ناغورني قره باغ.”
وقال مصدر تركي، فضل عدم الكشف عن اسمه، لنورث برس، إن “أرمينيا الآن ومن خلفها إيران في وضع لا يحسدون عليه بسبب التقارب التركي الروسي الأذري.”
وأضاف أنه “الآن بعد امتعاضهم الكبير، وخسرانهم للأمور الاستراتيجية في القوقاز عموماً بدأت إيران بتحريك بيادقها الأرمنيين، وانتهاك أول وقف إطلاق النار في قره باغ بعد تحريره وسيطرة القوات الأذرية عليه.”
وأشار إلى أن “العلاقة بين الروس وإيران في هذه الأيام باردة، بسبب عدة ملفات، وأهمها الملف السوري وتفاوت الرؤى هناك.”
ويبدو أن الروس أدركوا مع المجتمع الدولي، أن على إيران الخروج من سوريا، وإيران يبدو أنها لن تخرج، وخير دليل زيارة المقداد وزير الخارجية الجديد لطهران، بحسب المصدر.
ويرى أن “الروس الآن سوف يضغطون على أرمينيا أو على إيران، لأن هذا الاتفاق لا يمكن لروسيا أن تتخلى عنه لأنه يشكل بعداً كبيراً في منطقة القوقاز.. تثبّت روسيا وقف إطلاق النار لكي تؤكد أنها ملكة القوقاز في رسالة إلى بايدن وفريقه الجديد.”
ولا يمكن أن تتنازل تركيا عن دعمها لأذربيجان تحت أي ضغط وأي ظرف، لأنها تشكل قاعدة أساسية لها في المستقبل القريب والبعيد، بحسب المصدر.
وأضاف أن “تركيا تستعد الآن لأكثر من اتجاه ولأكثر من موقف، وعليه هي تبني خططها، وتجهز كل الاحتمالات والخيارات التي قد تواجهها لاحقاً مع وصول الرئيس الأميركي الجديد.”
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ”، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.
وأعلنت أذربيجان عن مقتل 4 من جنودها، جراء هجمات نفذتها قوات أرمينية مختبئة في غابات إقليم “قره باغ” خلال الأسبوع الماضي، في انتهاك لوقف إطلاق النار.