سكان من عين عيسى: القوات الأميركية تركتنا تحت القصف التركي والروسية تقف متفرجة

عين عيسى – نورث برس

يقول سكان من بلدة عين عيسى (50 كم شمال الرقة) إن القوات الأميركية تركتهم تحت القصف التركي وانسحبت، بينما تتفرج القوات الروسية عليهم وهم يُقصفون.

فالبلدة التي كانت أمنة طوال سنوات باتت تشهد منذ سيطرة تركيا مع فصائل المعارضة على منطقتي سري كانيه(رأس العين) تل أبيض قصفاً متكررا منذ نحو عام.

مسلم ويسو (55 عاماً) من سكان بلدة عين عيسى قال لنورث برس إن “شظايا القصف التركي تقع على منازلنا بالقرب من القاعدة العسكرية الروسية في عين عيسى.”

وأضاف ويسو أن القوات الروسية ترى منازل المدنيين وهي تتعرض للقصف ولكنها لا تفعل شيئاً.

وانسحبت القوات الأميركية من قاعدتها في عين عيسى في 13 أكتوبر /تشرين الأول 2019 مع اقتراب فصائل المعارضة المسلحة التابعة لأنقرة الى مشارف البلدة.

وأدى قصف الفصائل على مخيم عين عيسى حينها إلى فرار عشرات عوائل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) ونازحين من المخيم.

وفي 27 من الشهر الفائت، نفذت الفصائل المسلحة والقوات التركية قصفاً مكثفاً طال بلدة عين عيسى، وتسبب بإصابة طفلين اثنين وشاب بجراح متفاوتة الخطورة.

كما استهدفت الفصائل بقذائف الهاون والمدفعية قرية بسيدا بريف تل أبيض الغربي.

وقال ويسو إنهم لا يثقون بالقوات الروسية رغم تأكيدهم على البقاء في المنطقة كونهم لا يمنعون القصف التركي.

وشهدت البلدة مؤخراً، موجة نزوح للمدنيين، جراء تزايد القصف التركي وسط تخوف السكان من اشتداد وتيرته.

وفي السياق قال ويسو إنهم ينامون في العراء أو الصحراء أو  في منازل بعيدة عندما يبدأ القصف ليعودوا إلى منازلهم عندما ينتهي القصف.

وينص اتفاقٌ موقّع بين موسكو وأنقرة في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي إلى وقف كافة العمليات القتالية وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة الحدودية شمال شرقي سوريا.

وقالت شمسة العيسى(50 عاما) من سكان عين عيسى إن أولادي يخافون من القصف التركي ولا نعرف إلى أين نتجه في هذا الشتاء أو ماذا نأخذ معنا لنغطي أنفسنا من البرد.”

وأضافت وهي تتحدث عما ينتابها وعائلتها من حيرة :”لا يوجد مكان نأوي إليه إذا ما أضررنا للنزوح من منازلنا.”

وخرج سكانٌ من بلدة عين عيسى، أواخر الشهر الفائت، في مظاهرة أمام القاعدة الروسية في البلدة  احتجاجاً على عدم تحركها لوقف القصف التركي المتكرر على المنطقة.

وقالت سارة فناش (49عاما) من سكان عين عيسى إن ثلاث قذائف وقعت قبل عدة أيام أمام منزلها. وتسألت: ما ذنبنا؟.

وأضافت أن القصف غالبا ما يكون عشوائياً حيث تسقط قذائف بين منازل المدنيين، من حين لآخر.

ويوجد في البلدة قواعد للقوات الروسية ونقاطاً عسكرية لقوات الحكومة السورية، كانت قد تمركزت بموجب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة.

وقالت نسرين شحادة العلوش (37عاماً) من سكان الطرف الشمالي من بلدة عين عيسى إن القصف تقلص منذ أن أنشأت “النقاط المشتركة بين روسيا والنظام السوري وقسد.”

وأضافت العلوش: “لم أعد أثق بأحد. الشعب السوري عاش كثيراً في خوف ورعب، وروسيا لها دور كبير وتستطيع أن توقف القصف التركي إن أرادت ذلك”.

وتخضع البلدة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتمتلك عقدة مواصلات هامة تربط بين حلب والحسكة عبر الطريق الدولي M4. كما ترتبط البلدة شمالا بمدينة تل أبيض على الحدود التركية وأيضا بمدينة الرقة.

إعداد:عمر علوش – فياض محمد – تحرير: جان علي