رحلة نزوح داخلية بسبب القصف التركي على عين عيسى تترافق بحالة من الذعر

عين عيسى – نورث برس

شهدت بلدة عين عيسى شمال الرقة، مؤخراً، رحلة نزوح للمدنيين، جراء تزايد القصف التركي على البلدة وسط تخوف السكان من اشتداد وتيرته.

وتعرضت بلدة عين عيسى 30 كم شمال الرقة، والقرى المحيطة بها، ابتداءً من الأحد الفائت، لقصف تركي تسبب بسقوط جرحى مدنيين وألحق أضرار بممتلكات السكان.

وتوجه سكان بلدة عين عيسى في رحلة نزوحهم إلى الطرفين الجنوبي والشرقي للبلدة بعد تعرض عدد من المنازل في الطرفين الشمالي والغربي للقصف خلال الفترة الماضية.

وقال محمد العبد الله (٢٥ عاماً) من سكان بلدة عين عيسى لنورث برس: لقد تعايشنا مع القصف التركي الذي كان يحدث شمال طريق  M4وفي منطقة مخيم اللاجئين سابقاً.

ولكن اشتداد القصف وامتداده إلى أهداف في أطراف البلدة وداخلها “قد أرعبنا.”

وأكثر ما يخيف “العبد الله” وغيره من سكان عين عيسى عشوائية القصف التركي، “فالقذائف التركية طالت عدة منازل في الأحياء الغربية من البلدة، ما تسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.”

وقال “العبد الله” إن تجدد القصف في هذا التوقيت “يضع سكان عين عيسى بين نارين إما النزوح وترك منازلهم ليبحثوا عن بيوت أخرى للإيجار أو المكوث في منازلهم وتحمل القصف.”

وأعرب عن خشيته أنه في حال استمر القصف التركي على بلدة عين عيسى على هذه الشاكلة، فإنه سيضطر للنزوح هو وأفراد أسرته لمكان أكثر أماناً.

ويتسأل العبد الله عن جدوى وجود النقاط الروسية المتمركزة في بلدة عين عيسى، إذ أن القذائف تقع أمام اعينهم وبالقرب من أماكن تواجدهم “ولكنهم لا يحركون ساكناً”، على حد تعبيره.

 وحمل شيوخ ووجهاء عشائر في الرقة، الخميس، النقاط الروسية المتمركزة في عين عيسى وقراها مسؤولية تكرار القصف التركي الذي استهدف المدنيين في الآونة الأخيرة.

بدوره، قال عدنان محمد رشيد (45 عاماً) من سكان بلدة عين عيسى، إن الأتراك روعوا أطفالنا وأفسدوا علينا حياتنا. ما الذي يبحثون عنه في عين عيسى؟ هل هو ميراث أباءهم؟.”

وأعرب “رشيد” عن غضبه من القصف التركي المتكرر على البلدة وما نتج عنه من حالة رعب وسط المدنيين وخاصة الأطفال.

وقال: “لقد نزح معظم السكان عن عين عيسى وبقي الذين لا يملكون مكاناً يذهبون إليه، لا نريد أن نذهب إلى المخيمات نريد فقط أن نبقى في بيوتنا.”

وتسبب القصف التركي واستهداف الأحياء الغربية للبلدة بحالة من الهلع لدى السكان، بحسب ما قال شريف داوود (32 عاماً) من سكان الحي الغربي في البلدة.

وطالب شيوخ ووجهاء عشائر في الرقة، المجتمع الدولي بضرورة إخراج القوات التركية من أراضي شمال وشرقي سوريا.

ووقعت العديد من القذائف بجوار منزل “داوود”، “لذلك نقلت عائلتي إلى الطرف الشرقي (…) كل قذيفة تقع على عين عيسى يقع ضحيتها إما جريح أو قتيل من أبناء البلدة فالوضع هنا لم يعد يطاق.”

وتضم بلدة عين عيسى نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقاعدة للقوات الروسية، والتي تمركزت في البلدة عقب تفاهمات مع قسد العام الماضي إبان الغزو التركي لشمال وشرقي سوريا.

ويرى “داوود”، أن طرق الرد الروسية في عين عيسى تختلف عنها في المناطق الأخرى في سوريا. في إدلب إذا أصابت طلقة نقطة روسية يكون الرد بطائرة، أما هنا فلا يوجد أي ردة فعل، “وكأن هذه البلدة ليست من سوريا”، بحسب وصفه.

إعداد: احمد الحسن/فياض محمد ـ تحرير: زانا العلي