محلل روسي: القصف التركي شمال شرقي سوريا لزيادة الضغط على قسد
إسطنبول – نورث برس
قال دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، الأربعاء، إن تركيا تعمل على زيادة الضغط على قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا.
واستبعد في الوقت ذاته أي عمل عسكري تركي، إلا في حال سمحت كل من إيران وروسيا وأميركا لتركيا بذلك.
وشهدت ناحية أبو راسين شمالي مدينة حسكة، الفترة الماضية، قصفاً مكثفاً من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، وسط إطلاق القنابل الضوئية وتحليق للطائرات التركية المسيرة.
وتحدث “كوركودينوف” أن الأسباب التي تدفع تركيا لتعزيز نقاطها في جبل الزاوية في إدلب، يعود للأهمية الاستراتيجية للمنطقة بالنسبة لتركيا.
وقال مصدر من هيئة تحرير الشام، إن الرتل العسكري الضخم الذي دخل إلى إدلب قبل يومين، يأتي في إطار الاستعدادات التركية لأي عملية عسكرية مرتقبة قد تقدم عليها قوات الحكومة السورية وداعميها.
اقرأ ايضا: تركيا تدفع برتل عسكري ضخم إلى إدلب.. ومصادر: استعداداً لعملية مرتقبة
وقال “كوركودينوف” في تصريحات خاصة لنورث برس، إنه “ضاعفت التشكيلات المسلحة الموالية لتركيا بشكل كبير مواقعها في منطقة جبل الزاوية، وهو ما يمثل أهمية استراتيجية لأنقرة.”
وعلل ذلك، “للموقع الجغرافي المتميز لهذه المنطقة، ولأنها تسمح بالسيطرة على مناطق واسعة بين طريق حلب السريع ووادي الغاب، حيث يتم تزويد المسلحين من خلاله بالسلاح والطعام.”
وأضاف أنه “تمكنت وحدات القوات الخاصة التابعة للفرقة 25 من القوات الحكومية من تعزيز مواقعها في المنطقة، بغية خلق عوائق أمام إمداد المسلحين.”
وأشار إلى أنه “من المحتمل أن تبدأ القوات الحكومية المرحلة التحضيرية للهجوم باتجاه جسر الشغور ووادي الغاب وجبل الزاوية ومناطق أخرى، باستثناء مدينة إدلب.”
ورأى “كوركودينوف” أنه “إذا تم توحيد مواقع القوات الحكومية على طريق حلب- اللاذقية من الطريق المار بإدلب، فإن تحركات الجيش الوطني السوري الخاضع لتركيا في اتجاه مدينتي النيرب وسراقب ستكون غير فعالة.”
وقال “كوركودينوف” إنه بالنسبة إلى شمال شرقي سوريا: “لا يمكن لإيران أن تنظر في مشكلة إدلب بمعزل عن مشكلة تلك المنطقة.”
وأضاف أن تركيا “تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد نشاط المجموعة المسلحة العربية الكردية (قوات سوريا الديمقراطية) شمال شرقي سوريا.”
وأشار إلى أنه “بحسب أنقرة فإن هذه المجموعة تشكل تهديداً، ومع ذلك فإن مثل هذه التصريحات هي غطاء للمصالح التركية، وكذلك الإيرانية الروسية، لتأمين السيطرة على حقول النفط في شمال شرقي سوريا”.
ورأى أنه “من المتوقع أن تزيد أنقرة ضغطها في المنطقة لإضعاف موقف قوات سوريا الديمقراطية، وستكون هذه عملية عسكرية جديدة لتركيا إذا سمحت روسيا وإيران والولايات المتحدة لهذه العملية بأن تصبح حقيقةً واقعةً.”