دون أي اكتراث لوضعهم الاقتصادي.. الشرطة التركية تزيل سوقاً شعبياً للاجئين سوريين بأورفا
إسطنبول – نورث برس
أزالت الشرطة التركية في مدينة أورفا، مؤخراً، سوقاً شعبياً أنشأه لاجئون سوريون، بسبب وضعهم الاقتصادي المتدني في ظل تبعات قرارات الإغلاق الكلي والجزئي في تركيا عليهم.
وذكرت مصادر مهتمة بأحوال اللاجئين السوريين في تركيا، الأربعاء، أن عدداً من اللاجئين السوريين أجبرتهم ظروف الحظر والقرارات المتعلقة بكورونا، إلى البحث عن أي فرصة عمل لتأمين مصاريف حياتهم اليومية.
وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو 4 ملايين سوري يعيشون في تركيا.
وأضافت المصادر، أنه قام عدد من اللاجئين في مدينة أورفا التركية، بإنشاء سوق شعبي صغير أطلق عليه اسم “سوق السوريين”، لبيع بعض الحاجيات والأدوات المستعملة في الحديقة العامة بالمدينة.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الأمر لم يلق قبولاً بين سكان المنطقة الذين تقدموا بعدة شكاوى للسلطات الأمنية في المنطقة والتي بدورها أرسلت دوريات شرطة أزالت هذا السوق.
كما وجهت تحذيراً شديد اللهجة للاجئين السوريين، من مغبة تكرار هذا الأمر والعودة لإنشاء هذا السوق الشعبي، في تجاهل واضح للظروف المعيشية والاقتصادية السيئة التي يمرون بها.
وادعى عناصر الشرطة التركية، أن السوق الشعبي مخالف للإجراءات والتدابير الصحية المتعلقة بكورونا.
وأثارت غرامات بآلاف الليرات التركية، فرضتها السلطات على اللاجئين السوريين دون سواهم، بحجة خرق الإغلاق بسبب كورونا، موجة غضب لدى اللاجئين.
ولم يتم الإشارة من قبل عناصر الشرطة، إلى الشكاوى التي تلقتها من سكان المنطقة الأتراك، الرافضين لمساعي السوريين تأمين فرص العمل لتعينهم على تأمين لقمة العيش.
وقال قيس الحسن، الناشط الحقوقي المهتم بأمور السوريين، لنورث برس، إن “كثيراً من السوريين يمرون اليوم بضائقة اقتصادية كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي السيئ الذي تمر به تركيا أصلاً.”
وأضاف أن “كثيراً من أرباب العمل الأتراك تخلو عن العمال الذين يعملون لديهم، وكان النصيب الأكبر للعمال السوريين، الذين وجدوا أنفسهم من دون أي عمل يؤمن لهم مصاريفهم اليومية.”
وأشار إلى أن “بلدية مدينة أورفا تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، وبدلاً من أن يتم إزالة السوق الشعبي الصغير للاجئين السوريين، كان من المفترض تنظيم الأمر وتحديد أيام وساعات العمل.”
ويرى أن “هذا التصرف سيزيد من معاناة اللاجئين السوريين، وسيزيد من انتشار البطالة بدلاً من إيجاد البدائل لاحتوائها.”