غرامات بآلاف الليرات التركية على لاجئين سوريين بحجة خرق الإغلاق الكلي تثير غضبهم

إسطنبول – نورث برس

أثارت غرامات بآلاف الليرات التركية، فرضتها السلطات على اللاجئين السوريين دون سواهم، بحجة خرق الإغلاق الكلي، موجة غضب لدى اللاجئين.

وتفرض السلطات التركية إغلاقاً جزئياً بشكل يومي يبدأ في تمام الساعة الـ 9 مساءاً بالتوقيت المحلي، باستثناء أيام العطل (السبت والأحد) حيث يفرض فيهما إغلاق كامل.

وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو 4 ملايين سوري يعيشون في تركيا.

وذكرت عدة مصادر، أن الشرطة التركية، أوقفت، أمس الأحد، شابين سوريين بحجة أنهما خرقا الإغلاق الكامل، وذلك في منطقة أورهانية إينغول في مدينة بورصة، إذ بلغت قيمة المخالفة على كل واحد 3100 ليرة تركية.

وأشارت المصادر إلى أن الشاب الأول تم تسليمه لإدارة الهجرة في المدينة من أجل ترحيله لأنه لا يملك أوراقاً قانونية، والثاني تم تغريمه بسبب خرق الإغلاق المفروض.

وفرضت الشرطة التركية، غرامات مالية على 5 لاجئين سوريين بحجة خرقهم للإغلاق أيضاً، في مدينة أنطاكيا.

وذكرت المصادر المهتمة بالشأن التركي أن قيمة المخالفات بلغت 15 ألف و750 ليرة تركية. وأشارت إلى أنه من بين الذين طالتهم الغرامات نساء وأطفال.

وأعرب عدد من السوريين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم الشديد جراء فرض الحكومة التركية المخالفات والغرامات على اللاجئين السوريين دون سواهم.

ولفتت المصادر إلى أن فرض الغرامة على هؤلاء السوريين، جاء دون تقدير للظروف التي أجبرتهم على خرق الإغلاق، خاصةً وأن كثيراً منهم يمر بظروف معيشية تجبره على ذلك.

وكان لاجئون سوريون في تركيا أعربوا عن “تخوفهم” على واقعهم الاقتصادي من أي قرارات حكومية تركية تتعلق بإجراءات وقائية من كورونا.

وقال قيس الحسن ناشط حقوقي ومهتم بالشأن التركي، لنورث برس، إنه “من غير المعروف ملابسات الواقعة التي جرى فيها تغريم السوريين، ومن الممكن أن يكون الأمر عنصرية، وربما يكون جهلاً من السوريين أنفسهم”.

وأضاف: “السوريين يحتاجون لمزيد من التوعية بضرورة تطبيق الإجراءات الحكومية الصحية، والتوصل إلى آلية تتيح لعامة السوريين البسطاء الاطلاع على القرارات، خاصةً أن قسماً كبيراً لا يتقن التركية”.

وأشار إلى أن “الأمر مرتبط أيضاً برجال الشرطة ومدى تفهمهم، وملابسات الواقعة، وهل كان السوريين في نزهة بإحدى الحدائق أم في طريقهم للمشفى؟ ولماذا هم 5 أشخاص؟ هل كانوا فرادى أم مجموعة؟”.

ودعا إلى ضرورة عدم ترك المجال مفتوحاً “أمام الحملات العنصرية التي تستهدف وجود السورين في تركيا.”

وقال “الحسن”: إنه “على رجال الأمن أن يكونوا أكثر إنسانية في تعاملهم مع اللاجئين السوريين، المثقلين بواقع اقتصادي سيء، ومراعاة ظروف معيشتهم، وجهلهم في كثير من الأحيان بالقوانين التركية.”

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي