محللون: بايدن على خطى ترامب بنسف الاتفاق النووي القديم وسط خيارات إيرانية ضيقة

القاهرة – نورث برس

قال هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات، الاثنين، إن “ما بدأه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، سوف يكمله الرئيس المنتخب جو بايدن لكن بأسلوب مختلف.”

وأعلن بايدن، قبل أيام، عن شروط تتعلق بـ”الاتفاق النووي” مع إيران، وهو ما قُوبل برفض واسع من الجانب الإيراني.

ووضع بايدن شروطاً أربعة، للعودة لمفاوضات الاتفاق النووي، وتتشابه الشروط مع الشروط الـ 12 التي أعلن عنها سابقاً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لوضع اتفاق جديد مع إيران.

وأقر البرلمان الإيراني في المقابل، سلسلة إجراءات، بعد مقتل العالم الإيراني فخري زادة، تؤكد إصرار طهران على المضي قدماً في برامجها وأنشطتها.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن الولايات المتحدة عليها التزامات يجب أن توفي بها أولاً، قبل العودة للمفاوضات.

وشدد على  “ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق عام 2015 قبل إجراء محادثات”، معلناً رفض بلاده للشروط التي وضعها بايدن للعودة إلى المفاوضات.

استراتيجية بايدن

قال هاني سليمان المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات، في تصريحات خاصة، لنورث برس، إن الملامح العامة لاستراتيجية الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إزاء إيران “بدأت في الوضوح بشكل كبير.”

وأشار إلى أن “ما بدأه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سوف يكمله بايدن لكن بأسلوب مختلف، بقدر من المرونة دون تساهل مع طهران”.

وقال نرومان راوول، المسؤول السابق في “سي آي أي”، بداية الشهر الجاري، لـنورث برس، إن جميع الإدارات الأميركية تتفق على ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني، وسلوك طهران المزعزع للاستقرار على الرغم من الخلاف حول آليات التطبيق.

واستقبل النظام الإيراني فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية الأميركية بحفاوة، ظناً أنه سيخفف وطأة الضغوطات التي مارستها الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.

واعتبر “سليمان” أن “بايدن لن يمثل امتداداً لسياسة أوباما في هذا الملف، لا سيما أنه مدرك ومتفهم لمخاوف دول الخليج إزاء السلوك الإيراني في المنطقة.”

وأضاف أن بايدن “سيحاول تدارك الخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه أوباما، من خلال حصر الموقف من إيران على الاتفاق النووي، وهو ما سمح لإيران بجملة تدخلاتها في المنطقة تحت غطاء الاتفاق.”

واعتبر بايدن أن الاتفاق النووي مع إيران، صعب لكنه ضروري، وأن مراقبة البرنامج النووي الإيراني أكبر أداة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط.

أربع شروط

قال مدير المركز العربي للدراسات: إنه من “الطبيعي أن ترفض إيران هذه الشروط، التي تعني تقزيم الثورة الإيرانية، ونسف أدبياتها في الداخل والخارج.”

ووضع بايدن أربعة شروط للعودة إلى الاتفاق النووي، وهي تفكيك برامج الصواريخ الباليستية، ومشاركة دول أخرى بالمفاوضات، وتمديد فترة القيود على أنشطة إيران لإنتاج المواد الانشطارية، والتزام إيران بوقف الدعم المالي لأنشطتها الخارجية.

وأشار “سليمان” إلى أن هناك خلافات داخلية في النظام الإيراني، إزاء الموقف من تلك التطورات، حيث رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني قرارات البرلمان التي اتخذها تحت مسمى قانون الإجراءات الاستراتيجية.

وأضاف أن هذه الإجراءات تسبب نوعاً من التوتر، فقد تضمنت رفع نسب التخصيب إلى 20% في مفاعل فوردو، وإيقاف الالتزام بالبروتوكول الإضافي، وإعادة التصميم القديم لمفاعل آراك النووي، وإخراج المفتشين وإنهاء التعامل معهم.

ويرى “سليمان” أن هذه الأمور من شأنها “إحداث تصعيد كبير، وأن إيران عازمة على استكمال خطواتها كنوع من الانتقام لمقتل زاده، وعدم رضاها عن التصرفات التي مورست ضدها في الفترة الأخيرة.”

الموقف الأوروبي

وزاد من تأزيم الموقف الإيراني، الموقف الأوروبي الذي صار أكثر حدة من ذي قبل، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي أعلن عن ضرورة “توسيع الاتفاق مع إيران.”

وقال محمد عبادي، مدير مركز جدار للدراسات الإيرانية، في تصريحات خاصة، لنورث برس، إن “الجانب الأوروبي دأب على الوقوف إلى جانب إيران بشكل نسبي خلال فترة ترامب.”

وأشار إلى أن “تصريحات وزير الخارجية الألماني مؤخراً التي نادى فيها بتوسيع نطاق الاتفاق، تعني عملياً بالنسبة للجانب الإيراني انتهاء الاتفاق بشكله القديم.”

وأضاف “عبادي” أن ذلك “يتماشى مع تصريحات بايدن، التي رحب فيها بالعودة إلى الاتفاق، لكن مع مراعاة البرنامج الصاروخي وأنشطة إيران المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.”

وشروط بايدن الأربعة بحسب “عبادي” تشير إلى أن الاتفاق النووي بصيغته الحالية لم يعد كافياً وينبغي توسعته.

ويرى أن “إيران ليس لها إلا الاستجابة لذلك تحت وطأة الظروف التي تعاني منها.”

إعداد: محمد أبو زيد – تحرير: محمد القاضي