مسؤول سابق في “سي آي أي” يكشف عن مخاوف مشتركة للإدارات الأميركية تجاه إيران
واشنطن – نورث برس
كشف نورمان راوول، المسؤول السابق في “سي آي أي”، أمس الاثنين، عن جملة من المخاوف والمسلمات التي تشترك بها كل الإدارات الأميركية فيما يتعلّق بالعلاقة مع إيران.
وقال “راوول”، لـنورث برس، إن جميع الإدارات الأميركية تتفق على ضرورة وقف البرنامج النووي الإيراني وسلوك طهران المزعزع للاستقرار على الرغم من الخلاف حول آليات التطبيق.
وأضاف: “الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وتعزيز العلاقة مع الحلفاء لمواجهة التهديدات الإرهابية وأخطار إيران يدخل في نطاق المسلّمات التي تتفق عليها الإدارات الأميركية.”
وقال سعيد قاسمي نجاد كبير خبراء الملف الإيراني في معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأميركي، إن التصريحات المتوعدة بالرد بقوة مثل الوعد بقصف “حيفا”، تكون موجّهة عادة لتهدئة الداخل الإيراني ولا تعكس حقيقة ما ستقوم به إيران.
وأضاف أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول منع إيران من شن هجمات انتقامية على حلفاء أميركا بعد اغتيال العالم الإيراني محسن زاده.
والجمعة الماضية اغتيل رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا في وزارة الدفاع محسن فخري زاده، قرب طهران، خلال عملية استخباراتية اتهمت الأخيرة إسرائيل بالوقوف وراءها.
واعتبر “نجاد” أن تحريك حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى منطقة الخليج مؤخراً، وتحرّكات القوات الأميركية في منطقة “التنف” السورية إشارات لتذكير إيران بأن واشنطن لن تسمح باستهداف حلفائها.
وقال إن ذلك “يشمل منعها من أي تحرك عدواني سواء تجاه إسرائيل أو دول عربية حليفة لأميركا إذا ما فكّرت إيران مثلاً استخدام الأراضي السورية للرد على إسرائيل.”
ويثير اغتيال “زاده” التساؤلات حول ما إذا كانت إيران تسعى للرد، بعد تكرار تصريحات مسؤوليها، لكن وزير الدفاع أمير حاتمي قال أمس الاثنين، “الرد …قادم وحتمي، وسيكون قاسياً.”
وقال المسؤول السابق في “سي آي أي” نورمان راوول، إن “إيران امتازت بطول صبر استراتيجي، كما أنها تتصرف بحذر من القيام برد فعل عسكري مباشر منذ الحرب الإيرانية العراقية في العام ١٩٨٨.”
ولكنها غالباً ما تحرّك ميليشيات تابعة لها مثل حزب الله للانتقام وتقويض مصالح مناوئيها، بحسب “راوول”.
وقالت “الغارديان”، أمس الاثنين، إن عملية اغتيال فخري زاده كانت تحرّكاً آخر من إدارة الرئيس ترامب لمحاولة عرقلة إدارة جو بايدن ومنعها من العودة إلى الاتفاق النووي والتفاهم مع إيران.
وأضافت في مقال: “مثل هذه العملية تقوي التيار المتشدد في إيران والذي سيعارض تقديم أي تنازلات لإدارة جو بايدن إذا ما فكّرت بالعودة إلى الاتفاق النووي.”
وقال قاسمي نجاد إن استبعاد الحرب بالمطلق سيكون أمراً “غير منطقي” إلا أن المعطيات تقول إن “إيران ستتجنب القيام برد تعسّفي قد يكلّفها الكثير.”
وأعرب “نجاد” عن اعتقاده في أن عملية اغتيال شخص واحد لن تقود الجانب الإيراني لإشعال الحرب.
وأضاف أن أميركا لم تتوقف عن تحذيراتها لطهران بأن أي اعتداء على إسرائيل سيؤدي إلى رد عسكري أميركي مزلزل.
وقال سعيد قاسمي نجاد المحلل السياسي، إن إيران تتحمل أي رد أميركي خاصة أن العمليات الأخيرة تشير إلى ضعف القدرات الإيرانية على مواجهة المخاطر التي تحيط بنظامها حتى في الداخل الإيراني.