إسطنبول – نورث برس
قللت اليونان، الجمعة الماضي، من أهمية التنازلات التي بدأت تركيا في تقديمها مع قرب انعقاد قمة قادة الاتحاد الأوروبي يومي 11 و12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأشارت إلى أن كل تلك النوايا والتحركات التركية “غير مقنعة”، داعيةً الاتحاد الأوروبي إلى تحمل مسؤولياته تجاه ما تسعى إليه تركيا، بحسب الخارجية اليونانية.
وسحبت تركيا سفينة التنقيب “أوروتش رئيس”، نهاية الشهر الماضي، من منطقة متنازع عليها مع اليونان شرقي المتوسط، إلى ميناء أنطاليا.
وقال نيكوس دندياس، وزير الخارجية اليوناني، في تصريحات صحفية، إن “الإجراءات التي اتخذتها تركيا قبل بضعة أيام من أجل خفض التوتر في شرق المتوسط “غير مقنعة”.
وأضاف دندياس أن “اليونان وقبرص الرومية تدعوان دول الاتحاد الأوروبي إلى تحمل المسؤولية، تجاه التحركات التركية”.
وأعلنت تركيا، مطلع هذا الشهر، أنها مستعدة للحوار غير المشروط مع اليونان، بخصوص القضايا الخلافية شرقي المتوسط.
موقف ضعيف
وقال مصدر مهتم بالشأن التركي، فضل عدم كشف اسمه لنورث برس، إن “جملة غير مقنعة، تحمل في محتواها ما يدل على موقف ضعيف، بات يتميز به الجانب اليوناني أمام التحركات التركية.”
وأضاف أنه “من جهة أخرى يطمع الجانب اليوناني في موقف أوروبي أفضل لصالحه، وكأنه بهذه التصريحات يحاول إشراك واستنهاض موقف أوروبي، بعبارات مقنعة أقرب إلى الموضوعية منها إلى التهجم والغوغاء”.
وقال عبيدة أبو عمر، صحفي مختص بالشأن التركي والدولي، لنورث برس، إن “تركيا لن تقدم جميع أوراقها دفعة واحدة، وستقدم تنازلات بسيطة بانتظار أن تبادلها أوروبا التنازلات.”
وأضاف أن “تركيا لا تريد صفقة مع اليونان، بل تريد حلاً أوروبياً فرنسياً ألمانياً، تجاه مشكلة شرق المتوسط مع اليونان.”
وأشار إلى أن “أوروبا لا تزال عاجزة عن طرح حل يرضي الطرفين، لذلك قد تشهد المنطقة توتراً في الوقت القادم، ولكنها لن تتجاوز التصريحات والاستعراضات”.
“أطماع عثمانية”
نقلت وكالة الأنباء اليونانية عن ديندياس قوله، إن “بلاده تعاني من تواصل الأزمة مع تركيا منذ 18 شهراً، وهي أطول فترة توتر مستمرة تشهدها البلدان منذ سبعينيات القرن الماضي.”
وأضاف أن “تركيا لم تعد مهتمة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأنها تتراجع إلى الوراء بهذا الشأن مع اهتمامها بتحقيق أطماع عثمانية جديدة.”
وقال عبد الله كايا، المختص بالشأن التركي، لنورث برس، إن “الموقف اليوناني والقبرصي، يقف وراءه فرنسا لتحشيد الاتحاد الأوروبي ضد تركيا.”
وأشار “كايا” إلى أن الاتحاد الأوربي “يشهد انقساماً حقيقياً حول كيفية التعامل مع تركيا، الأول تقوده ألمانيا التي تتفهم القرارات التركية، والموقف الثاني تقوده فرنسا حيث يتجه نحو فرض عقوبات على تركيا.”
وأضاف أنه “على ما يبدو أن التصعيد الإعلامي اليوناني، جاء بعد تصريح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الإيجابي نحو تركيا “.
وكانت اليونان حذرت من مواصلة تركيا تحركاتها المستفزة شرق المتوسط، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى أزمة شاملة بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، في وقت سابق، على أن فرنسا لديها مشاكل كبيرة مع تركيا وتنتظر منها “أفعالًا لا أقوال.”