اللجنة الدستورية.. فقرة في وثيقة وفد المعارضة السورية تثير غضب سوريين معارضين
إسطنبول – نورث برس
أثارت فقرة في الوثيقة التي قدمها وفد المعارضة السورية إلى اجتماعات اللجنة الدستورية في ختام الجولة الرابعة، الجمعة الماضي، ردود فعل غاضبة بين أوساط سياسيين سوريين معارضين.
وقال معارضون سوريون، إن الجولة الرابعة من محادثات اللجنة الدستورية، قد “فشلت” كغيرها من الجولات السابقة وأن الطرفين يتحملان مسؤولية ذلك.
وقال معارضون إن وثيقة المعارضة هي لـ “دس السم في العسل”، لأنها تجاهلت الكثير من المطالب التي ينادي بها المعارضون للحكومة السورية.
وتنص إحدى فقرات الوثيقة المقدمة، على أن “يقرر الشعب السوري وحده، مستقبل بلده، وعن طريق صناديق الاقتراع بدون تدخل خارجي”، وهي ما أثارت العديد من التساؤلات بين أوساط المعارضين.
“أخطاء بالجملة”
قال محمد صبرا، كبير المفاوضين السابق في المعارضة السورية، على “فيسبوك”، أمس السبت، إن “هذه الفقرة التي طرحها وفد المعارضة في اللجنة الدستورية، تشير إلى حجم الخطأ الذي يتم ارتكابه.”
وأضاف “صبرا”، أن “هذا البند يعني عملياً أن الحل في سوريا يجب أن يكون عبر صناديق الاقتراع حصراً.”
وأشار إلى أن “الفقرة لا تدع مجالاً للاجتهاد، عندما تضيف من دون تدخل أحد، ووفقاً لحقوق الدولة السورية”.
وكان الائتلاف السوري المعارض، علق الشهر الماضي، قراراً كان أصدره ينص على إحداث مفوضية انتخابات، وعبَّر عن رفضه لأية عملية انتخابية يشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مصدر حقوقي من المعارضة السورية، وعلى اطلاع بما يجري في كواليسها، حينها، لنورث برس، إن “هذا البيان محاولة التفاف وتذاكي على الشعب.”
وأضاف أنه “كان حرياً بالائتلاف إلغاء القرار، وليس وقف العمل به، لأن هناك فرق كبير بين الإلغاء ووقف العمل.”
وترى الحكومة السورية ومن خلفها روسيا أن الحل في سوريا يجب أن يكون عبر صناديق الاقتراع وليس عن طريق الأمم المتحدة، بحسب “صبرا”.
وأضاف: “لو أن اللجنة أكملت هذه الفقرة بعبارة: (بعد تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بسوريا أو وفقاً لقرارات مجلس الأمن الناظمة للمرحلة الانتقالية)، لكنا رفعنا القبعة لهم.”
وأشار إلى أن وفد المعارضة “سيخرج علينا ويكذب ويقول إننا نقصد بعد المرحلة الانتقالية .. طيب يا أصدقائنا لو كنتم تقصدون ذلك لذكرتموه صراحة من دون الحاجة للغموض”، بحسب وصفه.
وعقب الوثيقة التي قدمها وفد المعارضة السورية، أعلن صبرا، تبرأه من المعارضة ومن أفعالها.
“عواقب الاستفتاء”
قال مأمون السيد وهو معارض سوري، لنورث برس، إن “إحالة أمر مصير سوريا إلى هذا السبيل، مغامرة غير محسوبة عواقبها، فأي استفتاء على مصير السوريين بهذه الظروف ليس لصالحنا.”
ويعود ذلك بحسب “السيد”، إلى أن “مناطق المعارضة غير جاهزة للموضوع، فلا يوجد سجلات للسكان ولا يوجد هويات ولا عناوين، وإذا استعرضنا نسبة النازحين نجد أنها تصل لـ62%.”
ورأى أن “ضمانات المجتمع الدولي هي الأساس، ولدينا قرارات مهمة حصلنا عليها من المجتمع الدولي، ويجب التمسك بها وأهمها البند الـ16 من قرار مجلس الأمن 2118.”
وأضاف أن “روسيا تحاول الاستفادة من الفترة الانتقالية في أميركا، بين الحاكمين لفرض مشروعها، ويبدو أن الروس لديهم وعد للمعارضة بالمشاركة بالحكم.”
واعتبر “السيد” أن “اللجنة الدستورية هي تمضية للوقت، ريثما ينضج الحل السياسي، والذي لم يحدث بسبب عدم اتفاق القوى الكبرى على بدء الحل في سوريا”.
اللجنة الدستورية
قال عمر حسون معارض سوري، لنورث برس، إن “هذه اللجنة تم تشكيلها بعيداً عن إرادة الشعب السوري، وتم اختيار أعضائها وفقاً لمن رضي بتجاوز قرار جنيف، الذي ينص على أن نظام الأسد فقد شرعيته”.
وأضاف أن “الائتلاف واللجنة الدستورية قاما بالتبرير لبقاء الأسد وخصوصاً أنهم تجاوزوا المهام التي بني على أساسها، وهي فقدان النظام لشرعيته وفقاً للمواثيق والأعراف الدولية.”
وأشار إلى أن “هذه المنظمات التي صنعت خارج إرادة الشعب للتبرير أن بقاء النظام ورمي دماء الذين استشهدوا وراء ظهورهم، وما يصدر عن هذه اللجنة كله كذب ومراوغة، المقصود فيها الحصول على فتات مقابل المصالح الشخصية”.