مظلوم عبدي: نتجه صوب مرحلة لبناء الذات وتحقيق الاكتفاء الاقتصادي

نورث برس

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أمس الخميس، إنهم بصدد إجراء تغيرات في هيكلية الإدارة الذاتية بعد سبع سنوات من تأسيسها.

كلام عبدي جاء خلال لقاء مع فضائية “روناهي TV”الكردية، تحدث فيه عن قضايا مختلفة واستحققات ستواجه الإدارة الذاتية خلال العام القادم.

وأضاف عبدي أنه “حان الوقت للدخول إلى مرحلة جديدة، والعمل على تجاوز النواقص بأسرع وقت”، حسب تعبيره.

 وقال إن القرارات التي تمخضت عن المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات هي بمثابة برنامج عمل للعام /2021/م.

“الكرد سينهون خلافاتهم”

وبدأ عبدي حديثه المتلفز عن مبادرة “الوحدة الكردية” التي أطلقها في نسيان/أبريل من العام الجاري، والتي يشرف على سير عملية المباحثات بنفسه.

وقال إن المباحثات ما تزال مستمرة، وقد توصلوا إلى رؤية سياسية مشتركة، وتجاوزوا الكثير من العوائق.

وكان عبدي أطلق مبادرة “الوحدة الكردية” في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت لتحظى بدعم فرنسي وأمريكي، وقيادة إقليم كردستان العراق.

وقال القائد العام لقسد إن “ما استنتجناه من تلك المباحثات هو أن الكرد لديهم القدرة في حل مشاكلهم وتحقيق وحدتهم إذا أرادوا ذلك بالفعل”.

وأضاف عبدي أن موضوع دمج المجلس الوطني الكردي في الإدارة الذاتية لم يتحقق بعد، وأن المباحثات ما تزال مستمرة.

 وأشار إلى أن  “القضايا العالقة حول ذلك ليست أساسية ويمكن حلها بالحوار.”

وبحسب عبدي فأن المباحثات عُلِقت مؤقتاً بسبب زيارات أجراها وفد المجلس الوطني إلى الخارج، بالإضافة إلى غياب ممثل التحالف الدولي الراعي للمباحثات الكردية.

“تجاوز النواقص بدأ”

وأشار القائد العام لقسد إلى أن سلسلة الندوات الحوارية لمجلس سوريا الديمقراطية مع ممثلي المناطق كانت للاستماع إلى آرائهم حول تطوير الإدارة الذاتية وتجاوز العقبات والنواقص.

وقال عبدي إن “الإدارة الذاتية تأسست في ظروف الحرب، وذلك لم يكن سهلاً، وكانت هناك العدد من النواقص التي يجب أن تستكمل، كما ظهرت مطالب وانتقادات من الأهالي.”

وأضاف أن “شكاوى برزت خلال الاجتماعات مع بعض الوجهاء، كما جرى الحديث عن حالات فساد، خلال ظروف الحرب لم نتمكن من معالجة هذه القضايا كما ينبغي فيما سبق.”

وأشار إلى أن “الأوضاع باتت الآن مختلفة، وسوف نعمل مع الإدارة الذاتية من أجل معالجة هذه القضايا.”

وتحدث عبدي عن ما وصفه بـ”استغلال العديد من الأشخاص للفراغ الحاصل خلال حالة الحرب لأجل مصالحهم الشخصية وأساؤوا استخدام مناصبهم ومسؤولياتهم.”

وأضاف: “سنعمل من أجل تلافي هذه الظاهرة، وسوف نقوم بتكليف المختصين من أجل متابعة هذا المسألة، ولن نقبل أبداً أن يستغل أي أحد منصبه من أجل مصالحه.”

وقال القائد العام لقسد إن بعض المناطق ولدى خروجها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بقيت بدون إدارة والآن باتوا يريدون الانضمام إلى الإدارات الذاتية، “وهذا أمر إيجابي.”

وأضاف أنه حان الوقت لوضع حلول للمشاكل التي يطالب السكان بحلها، “ويجب العمل على حلها بأسرع وقت.”

وقال عبدي أيضاً إن بعض المناطق شهدت إجراءات تحسينات على الإدارة وإعادة النظر في بعض المؤسسات.

وشدد على إعادة بناء وتأسيس العديد من المؤسسات، وإجراء التغييرات فيها.

 وقال عبدي إن من إحدى المهام الرئيسة للجنة المتابعة المنبثقة عن المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات، إطلاق هذه المسيرة مع الإدارة الذاتية ومتابعتها.

“سندير أنفسنا بأنفسنا”

وحول مدى صحة علاقة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بالأحزاب الكردية، وخاصة حزب العمال الكردستاني اعتبر عبدي أن “البعض يخلط بين موضوعين.”

وقال: “عندما نتعرض لهجوم وتشن علينا الحرب نطالب المساندة من القوى الكردية ولكن موضوع إدارة مناطقنا موضوع أخر.”

وأضاف أن حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي وقعتا عام2014 اتفاقية بخصوص الوحدة الكردية وطالبوا مساندة القوى الكردية عندما تعرضت مدينة كوباني لهجوم تنظيم “داعش.”

وأشار إلى أن مناطق شمال شرقي سوريا “بحاجة إلى جميع القوى الكردية. لدينا علاقات مع الكثير من القوى الدولية. لدينا اتفاقات معهم ونضال مشترك. لكن قوّتنا الأساسية هي قوة الكرد.”

واعتبر عبدي أن “تلك القوى ليست حليفة فقط، هم أخوتنا، وهذا شأن داخلي، نحن متحدون.”

وحول موضوع إدارة المنطقة قال مظلوم عبدي إن الموضوع يخصّ شعب ومكونات المنطقة وإدارتها.

ولفت إلى أن المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية تعادل خمسة أضعاف مساحة لبنان.

وأشار إلى وجود سبع إدارات ذاتية، وأن تتشكّل من العرب ومن المكونات الأخرى.

وقال “لدينا إدارات وقوات الدفاع ومن المؤكّد أنّ مكونات المنطقة ستدير وستتخذ قراراتها بنفسها”.

دعوة للمستثمرين 

ودعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال للعودة إلى شمال شرقي سوريا للمساهمة في بناء اقتصاد ذاتي حتى تستطيع المنطقة تحقيق اكتفائها الذاتي.

وقال: “يجب أن نكون مستقلين اقتصادياً ومكتفين ذاتياً، ولذلك فإننا سنسعى خلال العام القادم  لتحقيق ذلك في مناطق الإدارات السبعة.”

وأضاف أن الكثير من أصحاب رؤوس الأموال هاجروا إلى إقليم كردستان وتركيا وأن “المهمة الملقاة على عاتقهم الآن هي أن يساهموا في هذا البناء.. الأمر مسؤولية وطنية وتقع على عاتق الجميع.”

وجدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي تأكيده على أن تحقق جميع مناطق شمال شرقي سوريا الاكتفاء الذاتي خاصة وأن لديهم الإمكانات لتحقيق ذلك.

إعداد: محمد حبش- تحرير: معاذ الحمد