فرقة فنية سورية تحيي التراث الدمشقي في الاحتفالات المصرية

القاهرة – نورث برس

تنشط فرقة “أنوار الشام”, وهي من أبرز الفرق الفنيّة السورية في مصر، بمشاركة السوريين والمصريين على حدٍ سواء مناسباتهم وحفلاتهم.

ونجحت فرقة “أنوار الشام” في غضون السنوات القليلة الماضية، أن تحفظ لنفسها اسماً في محيطها وعلى مستوى العاصمة المصرية القاهرة.

ويتركز تواجد الفرقة في مدينة السادس من أكتوبر، الواقعة غرب القاهرة، والتي صارت تشتهر بالانتشار السوري المكثف، حيث تضم شارعاً اصطلح على تسميته بـ “شارع السوريين.”

وأنشأت الفرقة رغبة من أعضائها في تأمين عملٍ مناسب لهم في مجالهم بإحياء الحفلات المختلفة، وحرصاً منهم على الحفاظ على التراث الدمشقي الذي توارثوه عن أجدادهم.

وتشهده الساحة الفنيّة في مصر انتشار أشكال وألوان مختلفة وجديدة، من الأغاني والرقصات، وتخلي الكثير من الفرق الكلاسيكية عن فنونها، واتجاهها للأنماط الحديثة نزولاً عند رغبة الجمهور.

ونجحت الفرقة في أن تحجز لنفسها مكاناً ليس فقط في احتفالات السوريين وأفراحهم، بل استطاعت أن تكسب ثقة المصريين أيضاً، وتنافس مثيلاتها من الفرق المصرية وغيرها من التي تقدم الأنماط الحديثة.

وينحدر أفراد الفرقة جميعهم من دمشق وريفها، لكنّهم لم يلتقوا سوى في مصر، حيث جمّعتهم الظروف، وشكلوا فرقة بقيادة “أبو علي” الذي أخذ على عاتقه مهمة تدريب أفراد الفرقة.

إنشاء الفرقة

يروي أبو علي، قائد فرقة أنوار الشام، صاحب الـ 42 عاماً، وهو لاجئ سوري من ريف دمشق، ومقيم في القاهرة منذ ست سنوات رفقة عائلته،  كيف أسس فرقته في القاهرة.

ويقول “جمعت أصدقائي السوريين الذين يمتلكون آلات موسيقية، ولديهم الزي السوري التقليدي الخاص بالعراضات، وقمنا بتدريبات على الأغاني والرقصات.”

وبعد التدريبات، بدأ نشاط الفرقة بالتطور، وزاد إقبال الناس عليها، سواء من السوريين المقيمين في القاهرة أو من المصريين، لإعجابهم بالتراث الدمشقي، بحسب “أبو علي”.

وأضاف نحن نغني لهم اليوم “زينوا الفرح وأهل الراية وغيرهما من الأغاني السورية التي يرددونها معنا.”

وبدأت الفرقة عملها في مصر قبل ستة أعوام تقريباً، مُحملة بمهمة وهدفٍ يتمثل بـ”إحياء التراث الدمشقي.”

وقوام فرقة “أنور الشام” 11 شخصاً، وآخرين يتعاملون مع الفرقة حال طُلب منها المزيد من الفقرات الخاصة، إلى جانب فقرات التراث الدمشقي، مثل الـ DJ أو غير ذلك.

ويقول سامر العبدلله، 25 عاماً، وهو أحد أفراد الفرقة، من ريف دمشق، وجاء إلى مصر قبل ست سنوات، إنه “كان يعمل خياطاً قبل مجيئه إلى مصر، حتى تعرف إلى “أبو علي” الذي شجّعه على العمل معه في الفرقة.”

ويضيف: “تولى أبو علي تدريبي وتعليمي على الطبل، حتى صرت واحداً من أفراد الفرقة، وأعمل ضمن المجموعة التي تقدم عروضاً من التراث الشامي في الحفلات والمناسبات سواء للسوريين أو المصريين.”

العروض المقدمة

يقول أبو علي، إننا “نقدم العديد من الفقرات من التراث الدمشقي، بداية من الفقرات الخاصة باستقبال الضيوف أو العروسين، والدبكة والسيف والترس والعراضة الشامية والمشاعل وغيرها.”

وتقوم الفرقة بتولي تنظيم الحفلات من البداية للنهاية، بما في ذلك المقاعد والإنارة وغير ذلك.

ويشير أبو علي إلى أن الفقرات التي تقدمها فرقته غنيّة ومتنوعة، وتهدف إلى التمسك بالتراث الدمشقي والمحافظة عليه، وهو التحدي الذي نجحت فيه الفرقة، في مقاومة المنافسين الذين يعتمدون على الأنماط الحديثة.

ويقول بالنسبة للمصريين، فإن “هناك إقبالاً على الفرقة نظراً لما تقدمه من شيء جديد أو غريب على المصريين، فضلاً عن الزي الموحد لأفراد الفرقة والتناسق الحادث بينهم، والشروال والصدرية وغير ذلك.”

ويضيف: “عندما نُحيي حفلاً لمصريين يرحبون بنا بشكل كبير، وينبهرون بما نقدمه من فقرات مختلفة، وبالتناسق الحادث بين أفراد الفرقة في الحركة والألوان والزي الموحد.”

وتنشط فرق مختلفة سوريّة في مصر، تقدم الفنون الشامية، فيما لا يوجد حصر شامل بعددهم.

ومن بين تلك الفرق فرقة سما الشام العاملة في مدينة العبور، شرق القاهرة.

وتتميز تلك الفرق بتقديم فقرات خاصة لا تقدمها الفرق المصرية، لاسيما العراضة الشامية الشهيرة.

إعداد: محمد أبوزيد – تحرير: محمد القاضي