محللون سياسيون: روسيا لن توافق على دعوة تركيا لنقل سيناريو قره باغ لسوريا

إسطنبول – نورث برس

قال محللون سياسيون من روسيا وتركيا، الخميس، إن روسيا لن توافق على دعوة تركيا لنقل سيناريو قره باغ إلى سوريا، نظراً لاختلاف الأهمية بالنسبة لروسيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤخراً، في اتصال هاتفي، إلى إنهاء الصراع في سوريا على غرار ما حصل في إقليم “قره باغ.”

وأشار إلى أنه يمكن توسيع جهود الحفاظ على وقف إطلاق النار في قره باغ ليشمل دولاً أخرى في المنطقة.

وتعد تلك الدعوة هي الثانية، إذ قال أردوغان في الـ11 من هذا الشهر، إنه “يعرب عن أمله في أن تبدأ مسيرة سلام في سوريا على غرار ما حدث في قره باغ”.

وذكرت الرئاسة التركية في بيان، أن أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع بوتين ملفات عدة، وعلى رأسها التطورات في سوريا وأذربيجان وليبيا.

وقال أردوغان للرئيس الروسي خلال الاتصال إن “إنهاء النزاع في سوريا يتطلب خطوات سريعة وملموسة، “أسوة باتفاق قره باغ.”

وقال مصدر سياسي تركي، فضل عدم الكشف عن اسمه، لنورث برس، إن “الرئيس التركي اقترح هذا النموذج لتطبيقه على سوريا، ولكن القوقاز تمثل أهمية خاصة لروسيا.”

وأضاف المصدر أن روسيا “قد وافقت عليه في قره باغ، لكنها لن توافق عليه في سوريا.”

ويرى المصدر أن ذلك يعود لعوامل عديدة، منها: “عدم القرب الجغرافي لروسيا، حيث أن وجودها في سوريا تسعى من خلاله لتشكيل ثقل دولي ومنافس للولايات المتحدة.”

وأشار إلى أن وجود روسيا في سوريا “يشكل عامل ضغط على تركيا، بسبب اختلاف الرؤى بينهما في أكثر من ملف، رغم وجود ملفات أخرى تتفقان فيها”.

وتوصل الطرفان الأذربيجاني والأرميني، في الـ10 من هذا الشهر، إلى اتفاق لإنهاء الاقتتال فيما بينهما بخصوص إقليم قره باغ، بوساطة روسية.

وقال سامر إلياس، المحلل السياسي والمختص بالشأن الروسي، لنورث برس، إن “موضوع إدلب وقره باغ بات مكرراً ولا جديد فيه، وموضوعها منتهي فهناك تفاهم.”

وأضاف “إلياس” أن “تركيا لا تستطيع التراجع أكثر، وموسكو لا تريد التقدم أكثر أو تقدم النظام السوري، والمساحة صارت محدودة كثيراً.”

وأشار إلى أن أي ضغط “سيثير الناس على الأتراك في إدلب، وممكن أن يتسبب بموجة لجوء ضخمة وأي موجة لجوء ستعرض روسيا أيضاً إلى ضغوط”.

وقال “إلياس”، إنه “ربما تشير تركيا إلى ضرورة إشراك إيران في اتفاق قره باغ، دون أن يكون لسوريا أي علاقة بالموضوع أو نقل تجربة قره باغ إلى سوريا.”

وأضاف سامر إلياس، المحلل السياسي والمختص بالشأن الروسي، أن “تجربة سوريا هي التي نُقلت إلى إقليم ناغورني قره باغ، وليس العكس”.

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي