رام الله – نورث برس
رجَّح محمد مصالحة، سياسي مختص بالشأن الإسرائيلي، أن تكثف إسرائيل هجماتها وعملياتها العسكرية في سوريا، حتى العشرين من كانون الثاني/ يناير موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عمله.
وتعرضت أهداف في محافظتي القنيطرة ودمشق، أمس الثلاثاء، لغارتين جويتين رجح أن إسرائيل من تقف ورائهما، وذلك بعد أسبوع من هجمات مماثلة.
وأشار “مصالحة” المقيم في أراضي 48، إلى أن الهدف من العمليات الإسرائيلية في سوريا، هو أن إسرائيل تريد أن تحافظ على الأوراق وامتيازات التحرك، في الميدان السوري والشرق الأوسط.
وقال “مصالحة” في حديث لنورث برس إن الطرف الإسرائيلي “متوجس”، من السياسة التي سينتهجها جو بايدن حيال الملف السوري وإيران.
وكان بايدن قد قال خلال حديثه لقناة “CNN”، بأن الولايات المتحدة ستعود إلى التحالفات، واحترام هيبة الدول، مع احتفاظها بأن تكون قائدة العالم.
وتدرك إسرائيل أنه خلال عهد بايدن، “سيحدث شيء كبير، بالنسبة للحرب في اليمن، وكذلك الأزمة السورية”، وهو ما يدفع تل أبيب إلى تكثيف عملياتها في سوريا، بحسب المحلل السياسي.
وقال “مصالحة” إن إسرائيل “ربما ستنفذ عملاً عسكرياً خفيّاً” في منطقة الخليج أو سوريا، من أجل إشغال الإدارة الأميركية الجديدة، وإحراج دول المنطقة.
ونقلت صحيفة “الرأي” الكويتية عن مصادر قيادية، قولها إن إيران وحزب الله، في حالة استنفار قصوى، لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الإيرانية – العراقية، تحسباً لأي طارئ قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد للسلطة.
وقالت المصادر إنه “لا يُستبعد أن يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بضربة قوية وخاطفة، ضد أهداف في إيران، وبالأخص أهداف تتعلق بالملف النووي.”
وبدأت الدوائر الاستراتيجية الإسرائيلية، تكثف “مزاعمها” بشأن النشاط الإيراني، لتعزيز الدفاع الجوي السوري الذي يجري سراً، وعلى ما يبدو كشفته جهات استخباراتية غربية، بحسب “مصالحة”.
وتعتبر إسرائيل النشاط الإيراني، “مرحلة أخرى من جهد طهران لبناء جبهة ضدها في سوريا.”
وهددت إيران، في وقت سابق، بإرسال بطاريات جديدة من صواريخ أرض – جو، إلى سوريا، من النوع الذي أسقط المسيّرة الأميركية، في سماء الخليج، السنة الماضية.
ووفق الادعاءات الإسرائيلية، فإنه في الماضي جرت عدة محاولات لتهريب هذا النوع من هذه المنظومات، لكن سلاح الجو الإسرائيلي هاجمها فوراً عند وصولها إلى سوريا ودمرها، بحسب تقارير في وسائل إعلام عالمية.
وينتهج الإيرانيون حالياً أسلوباً سرياً، وأكثر بطءً، من خلال إرسال منظومات صغيرة على أمل عدم اكتشافها.
وادعت إسرائيل مؤخراً وفق صحيفة “يديعوت احرونوت”، أن “عدة تلميحات وصلت إلى دمشق من موسكو، بشأن عدم رضاها عن النظام في دمشق.”
ويمكن أن تكون هذه التلميحات “لاستبدال النظام بآخر، مريح أكثر بالنسبة إلى بوتين.”
وتلمّح سوريا لموسكو، بواسطة اتفاق الدفاع، وحرية العمل التي تعطيها للإيرانيين في أراضيها، إلى أنه يوجد لديها أيضاً راع بديل في طهران.