ديلي بيست الأميركية: أمراء حرب يهربون زيت الزيتون العفريني إلى أوروبا و أميركا

واشنطن – نورث برس

كشفت شبكة “ديلي بيست” الأميركية، عن قيام شركة “توركانا ميلز” بولاية نيوجيرسي باستيراد زيت زيتون عفريني رُصد في محلات لبيع المنتجات السورية بعدد من المدن الأميركية.

جاء ذلك في تحقيق للشبكة خَلُص إلى أن شبكة من أمراء الحرب السوريين المدعومين تركياً يقومون بتهريب زيت الزيتون العفريني إلى أوروبا ويطرحونه في الأسواق الأوربية.

وكشف التحقيق أن هؤلاء يبيعون الزيت عالي الجود الذي يصل في بعض الأحيان إلى المحلات السورية في عدد من الولايات الأميركية.

وحذّرت “ديلي بيست” من أن عائدات هذا الزيت تستخدم على الأرجح من قبل تركيا “لتمويل هجمات الميليشيات السورية المدعومة تركياً والتي احتلّت مدينة عفرين الكردية.”

وقال عدد من لاجئي عفرين المقيمين في الولايات المتحدة للشبكة إن تجارة زيت الزيتون العفريني تدر أرباحاً بقيمة 150 مليون دولار سنوياً.

وأضافوا أن أكثر من 90 بالمئة من سكان عفرين كانوا يعتمدون على دخل من عملهم في زراعة الزيتون، وأن أي زيت يخرج من المنطقة الآن سيكون مسروقاً من المزارعين الأصليين الذين اعتنوا بالزيتون لأجيال.

وأدى الاجتياح التركي لمنطقة عفرين في آذار/مارس 2018 إلى تهجير أكثر من 300ألف شخص من السكان الأصليين وتوطين الآلاف من عوائل عناصر فصائل المعارضة في منازلهم وأراضيهم.

وتُعدُّ عفرين من أهم المناطق السورية في زراعة الزيتون، حيث بلغ عدد أشجارها حتى نهاية عام ٢٠١٧ أكثر من /١٨/ مليون شجرة زيتون، منها /١٦/ مليون في طور الإثمار حتى العام 2018.

وقال عدد من المطلّعين على العملية للشبكة أن الميليشيات المدعومة تركياً تبتز المزارعين وتسرق محاصيلهم.

وأضافوا أن هذه الانتهاكات تعززت مع السنوات بسبب تغاضي إدارة الرئيس ترامب عن عمليات القمع والسلب والتعذيب والإبادة العرقية التي تقوم بها الميليشيات في عفرين.

وأشاروا إلى أن الأمر وصل إلى استفادة الميليشيات من عائدات الزيت دون التأثر بالعقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.

ووصلت “ديلي بيست” إلى صاحبة إحدى المزارع في عفرين والتي أخبرت الشبكة أن الميليشيات حرمتها من مصدر رزقها بعد أن سرقت موسم الزيتون.

وتتعرض مواسم الزيتون في منطقة عفرين منذ سيطرة القوات التركية على المنطقة عام 2018، لعمليات سلب ونهب وفرض إتاوات وفق ما نشرت تقارير حقوقية.

وقال الصحفي ماثيو بيتي، لـنورث برس، إن فريقاً من المحامين أخبروه أن إدارة ترامب لم تخضع فصائل المعارضة المسلحة للعقوبات بالرغم من سماح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي بمطاردة منتهكي حقوق الإنسان.

وأضاف صاحب التحقيق المنشور في “ديلي بيست” أن “ملاحقة مصدر تمويل شركة “توركانا ميلز” قد تكشف الجهة التي تتعامل مع الشركة وتبيعها الزيت المسروق.”

وعبر الصحفي عن اعتقاده بأن تكون المعلومات حول منتهكي حقوق الإنسان في عفرين والذين يستفيدون من المستهلكين الأوربيين والأميركيين ستكون محط اهتمام إدارة بايدن القادمة.

 وكانت شبكة فوكس نيوز الأميركية قد نشرت تقريراً في شباط/فبراير 2019  اتهمت فيه الحكومة التركية بسرقة الزيتون السوري وتصديره في صورة زيت تركي إلى دول الاتحاد الأوربي لتحقيق أرباح كبيرة.

ويكشف التحقيق أن تاجراً يدعى “آزاد شيخو” يقوم ببيع الزيتون لتاجر في الدنمارك يدعى عارف حميد.

 ويقول الصحفي بيتي: “الاثنان ينفيان التعامل مع تركيا أو الميليشيات إلا أن مصادر عديدة أخبرتني أنه من المستحيل على التجار (ومنهم شيخو) تصدير زيتون عفرين دون التعامل مع الفصائل المسلحة.”

 إعداد: هديل عويس – تحرير: جان علي