سرقة وتخريب وقطع لأشجار الزيتون وغياب الزيتون العفريني عن البيت السوري
حلب – سام الأحمد – NPA
تستمر عملية قطع الأشجار في مناطق عدة في ريف حلب الشمالي دون رقيب، أو حسيب في ظل مناشدات من أهالي المنطقة لإيقاف العملية التي تعرض الأشجار الأكثر أهمية من النواحي كافة، ولا سيما اقتصادياً وبيئياً، لخطر كبير.
ويطرح الأهالي في هذه البلدات والقرى الواقعة على تخوم منطقة عفرين تساؤلات عن الجهة المستفيدة من عمليات القطع العشوائي التي تتعرض لها أشجار الزيتون وما ينجم عنها من أضرار، وبالأخص لأهالي ريف حلب الشمالي الذي يعتبر موسم الزيتون هو الموسم الزراعي الأهم لديهم من حيث المردود المادي.
قطع ظاهر وخفي
محمد طاهر عطشان من سكان بلدة تلجبين في يقول في حديثه لـ "نورث برس" إن عمليات القطع والتخريب التي تطال أشجار الزيتون في مناطقنا تشبه لحد كبير الأعمال التي تقوم بها الفصائل المسلحة بحق الزيتون في عفرين.
وأضاف أن "الفرق الوحيد هو أن عمليات القطع تتم هناك على مرأى ومسمع من الجميع أما هنا فتتم ليلاً وبالخفاء".صعوبة الحماية
أما محسن عبدالله من أهالي قرية كفين أفاد أنهم حاولوا جاهدين "حماية كروم الزيتون في مناطقنا، لكنهم لم نوفّق في حماية جميعها".
وقال "بالرغم من تمكننا من منع السارقين والمخربين من التعدي على الكثير من الأشجار، لكننا لم نوفّق في حماية باقي المساحات المزروعة، نظراً لكبرها وامتدادها وغياب أصحابها عنها، فالكثير من العوائل في هذه البلدات نازحة وتعيش في تركيا".
وأضاف أن "هذه القرى والبلدات في ريف حلب الشمالي تخضع لقوات الحكومة السورية وتنتشر المؤسسات الأمنية والخدمية في العديد منها لكنها لم تستطع وقف عمليات القطع وسرقة محاصيل الزيتون".
تخريب ممنهج
وقالت مصادر حكومية إن هذه العمليات تكون "إما بدافع السرقة طمعاً بالمحاصيل وأخشاب الزيتون التي يكثر عليها الطلب مع اقتراب موسم الشتاء، أو أنها سياسة ممنهجة تقوم بها عصابات مموّلة من جهات تهدف لضرب النسيج المجتمعي في ريف حلب الشمالي واتهام نازحي عفرين بأنهم وراء عمليات القطع كرد فعل انتقامي عما يحصل في عفرين".
ويضيف المصدر أن أهالي عفرين معروف عنهم حبهم وعنايتهم بالزيتون وإخلاصهم لهذه الشجرة لذا "لا نستبعد تورط تركيا وأدواتها في عمليات القطع والتخريب الممنهج الذي يطال مساحات لابأس بها من الأراضي المشجرة بالزيتون".
غياب زيتون عفرين
عمليات قطع وتخريب أشجار الزيتون وسرقة المحاصيل التي باتت ظاهر منتشرة تتصاعد وتيرتها، لم تمنع الأهالي من التحضير لبدء قطاف الزيتون وجني المحصول الأكثر أهمية في مناطق الشمال السوري عامة وريف حلب الشمالي خاصة.
فالموسم الحالي بالرغم من تعرضه لتخريب وسرقة لكنه كما يقول مزارعي الزيتون إنه مبشّر وسيكون وفيراً هذا العام.
لكن ورغم وفرته إلا أنه لن يكفي السوق المحلية في حلب نظراً لغياب الزيتون العفريني الذي يعتبر اسم وعلامة تجارية لدى تجار الزيوت وحتى في البيوت السورية التي لا يخلو بيت منها من زيت الزيتون لاسيما الزيت العفريني.