المرشح لتولي خارجية بايدن: ما حدث في سوريا أحمل ذنبه بشكل شخصي

واشنطن – نورث برس

رجّحت شبكة “بلومبيرغ” الأميركية، مساء الأحد، أن يقع اختيار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتسلم وزارة الخارجية على انتوني بلينكن أقرب مستشاريه للسياسات الخارجية.

يأتي ذلك في وقت يترقب فيه العالم ما إذا كان “بادين” سيلتزم بسياسات تتماهى مع ما أدلى به من تصريحاته حول مختلف الملفات الخارجية خلال حملته الانتخابية.

في المقابل يولي الكثير من المتابعين للشأن الأميركي أهمية لأعضاء الفريق الذي سيختاره بايدن في إدارته القادمة، وما قد يخلفه ذلك من تأثير على سياساتها الخارجية.

لذا سيكون التساؤل مشروعاً حول احتمالية أن يتبنى “بلينكن”، في حال تسلمه لحقيبة الخارجية، سياسات خارجية مشابها لما اتبعته إدارة أوباما التي كان فيها مستشاراً لنائب الرئيس آنذاك جو بايدن.

 بالعودة إلى مقابلة أجرتها شبكة “سي بي إس” نيوز الأميركية في أيار/مايو الماضي مع انتوني بلينكن، سيتبين ما حدث من تغيير في رؤيته تجاه الملف السوري منذ أن كان مستشاراً لنائب الرئيس في إدارة أوباما.

  في تلك المقابلة يقيم “بلينكن” السياسات الأميركية تجاه سوريا بالقول: “من أكثر الأشياء التي أشعر بالذنب تجاهها وهو ذنب وهمٌّ سأحمله معي حتى آخر أيامي هو ما حدث في سوريا.”

ويضيف: “أشعر أنه كان بإمكاننا فعل شيء لتجنّب كل هذه الخسائر في الأرواح والفوضى وحالات اللجوء والنزوح التي حدثت إثر الحرب السورية”، بحسب تعبيره.

ويرى “بلينكن” أن “أميركا أخطأت بإفساح المجال للجميع بالتدخل في سوريا من إيران وروسيا وتركيا دون أن تمتلك أي سطوة أو قدرة على إحداث أي تأثير في عهد أوباما.”

 “ليأتي ترامب ويقوم بانسحاب أكبر ويقلل من القدرة الأميركية على التأثير في الملف السوري بشكل أكبر”، حسب “بلينكن.”

ويقول: “ما استطيع أن أعد به هو أننا في عهد بايدن، سنتواجد في الملف السوري.”

ويضيف “بلينكن”: “الأعداد القليلة من قوتنا في شمال شرقي سوريا تمكّننا من امتلاك شيء من النفوذ والقدرة على التأثير في الملف السوري.”

و يعتبر الدبلوماسي الوجود الأميركي في شمال شرقي سوريا أداة هامة وحجر زاوية لتتمكن أميركا من التأثير في الملف السوري.

وكان “بلينكن” قد قال في افتتاحية نيويورك تايمز في كانون الثاني/يناير 2017، إنه يتوجب على الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية في حملتها للسيطرة على الرقة.

 ولكنه ساند حينها تركيا في الوقت نفسه على تثبيت موطئ قدم لها في مدينة الباب السورية القريبة من الحدود مع تركيا.

ودعا “بلينكن” في وقت لاحق الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، إلى إقامة علاقات شخصية مع أردوغان بهدف تبني دبلوماسية أشد صرامة مع تركيا، وقدم التوصية ذاتها إلى بايدن.

ويشدد الدبلوماسي الأميركي السابق مع “سي بي إس” على أن المناطق الغنية بالثروات هي ملك للشعب السوري وليست لأميركا، إلا أن تواجد أميركا فيها وحمايتها هو ما يجب أن يستمر.

لكن “بلينكن” يقر بأن قدرتهم على تغيير الواقع السوري برمته محدودة، إلا أنهم يمتلكون القدرة للضغط من أجل استمرار الهدنة في إدلب،  وهو ما قد يمنع حدوث كوارث إنسانية.

 وينتقد الدبلوماسي قرار ترامب الذي انسحب بموجبه جزئياً من سوريا، ويصف “خيانة الكرد وقوات سوريا الديمقراطية بالخطأ الكبير الذي كان يجب ألا يحدث”، حسب تعبيره.

وتوقع “بلينكن”: “مبدئياً أن يكون التطبيع مع الأسد في ظل إدارة جو بايدن هو أمر مستحيل.”

وعن أولويات إدارة بايدن يشير انتوني بلينكن إلى وجوب الاهتمام بمكافحة وباء كوفيد – ١٩ لكن مع عدم نسيان أمور خطيرة أخرى تحدث مثل عودة “داعش” إلى شن عمليات في سوريا والعراق.

 إعداد: هديل عويس- تحرير: جان علي