سياسيون: موسكو وأنقرة ودمشق أكبر المستفيدين من قرار الائتلاف الأخير
إسطنبول ـ نورث برس
قال سياسيون سوريون يقيمون خارج البلاد، الأحد، إن موسكو وأنقرة ودمشق هم أكبر المستفيدين من القرار الأخير للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأثار إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيانٍ، الجمعة، عن تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات”، غضب معارضين سوريين.
وتتزايد الشكوك حول الأسباب أو الجهات التي تقف وراء إصدار هذا القرار، والذي يحمل بين طياته اعترافاً صريحاً بـ “شرعية الرئيس السوري بشار الأسد.”
“منطق استسلامي”
قال محمد صبرة الذي كان كبير المفاوضين في الائتلاف الوطني السوري، في بيان إن “هذه العصبة الشقيّة التي سيطرت على الائتلاف، لم تنشط فجأة، فهي منذ سنوات تعمل وفق هذا المنطق الاستسلامي.”
ويبرر هؤلاء، بحسب صبرة، كل خطوات تنازلهم بـ”أن الدول تريد ذلك وأن الدول أجبرتنا، وأن المسألة السورية خرجت من يد السوريين، وباتت بيد الدول.”
وأضاف صبرة في البيان: “عهدنا هذه التنازلات منذ جولة التفاوض الأولى في جنيف عام 2014، حيث وزن الجهد الأكبر كان في مفاوضتهم، وليس في مفاوضة النظام.”
وأشار إلى أن “خطورة ما يحدث يتمثل في عدة أمور منها أن هذا القرار المفاجئ للائتلاف يأتي في ظل غياب أي توجه دولي للحل، وغياب إدارة أميركية.”
واعتبر صبرة أن الحديث عن أن هناك تفاهم دولي يقف وراء هذا القرار هو حديث “كاذب وغير صحيح.”
“المستفيد الأكبر”
وكان القرار الذي صدر عن الائتلاف بتنسيق مع الأتراك والروس، بحسب صبرة، “ولكلا الدولتين مصلحة في مثل هذا القرار.”
وهمُّ الروس مشاركة المعارضة في انتخابات “يكون فيها الأسد”، ليس لأنهم يريدون “نجاح الأسد، بل لأن هذه الانتخابات ستكون صك براءة الأسد من جرائم الحرب”، بحسب صبرة.
وقال إن هذه الانتخابات “ستُسبَقُ بصدور قوانين عفو تشمل الأسد ومجرميه، وتشمل أيضاً رموز المعارضة الذين سيشاركون بهذه الانتخابات.”
وأضاف البيان: “أهمية هذا الموضوع للروس جوهرية، لأن الجيش الروسي ارتكب جرائم حرب عدة ومحاكمة بشار الأسد تعني بالضرورة أن تطال المحاكمات الجيش الروسي.”
وسعت روسيا لخفض سقف المعارضة قبل تولي جو بايدن الرئيس الأميركي الديمقراطي المنتخب السلطة، “لأن موقف الحزب الديمقراطي من روسيا يعتبر موقفاً حاداً جداً قياساً بموقف ترامب”، بحسب صبرة.
ويقول صبرة إن تركيا “تخشى مواقف الحزب الديمقراطي من سياساتها في سوريا.”
وترى تركيا أن تخفيض سقف المعارضة بهذا الشكل قد يخلق وقائع أمام إدارة بايدن الديمقراطية لا تتمكن من تجاوزها”، بحسب بيان صبرة.
وأشار الائتلاف في قراره، والموقع من رئيسه نصر الحريري، إلى أن “الهدف من المفوضية هو تمكين قوى الثورة والمعارضة من المنافسة في أي انتخابات مستقبلية رئاسية وبرلمانية ومحلية.”
ردود فعل
وكشف مصدر حقوقي من المعارضة السورية فضل عدم الكشف عن هويته لنورث برس: عن أن “القرار جاء بفرض الأمر الواقع من مجموعة (جي فور+1) ومن نصر الحريري وليس بإجماع كامل من التحالف.”
وأشار إلى أن “مجموعة (جي فور +1) هي الكتلة الأقوى في الائتلاف، والمؤلفة من هادي البحرة – نصر الحريري – نذير الحكيم – مصطفى الصباغ – بدر جاموس.”
ورأى المصدر أن “لروسيا دور بالقرار، حيث أن بدر جاموس قريب من الروس، وهناك منصة القاهرة وموسكو وهيئة التنسيق بالإضافة للمجلس الوطني الكردي.”
وأضاف: “كلهم يتعاونون مع روسيا، حتى أن مؤتمر اللاجئين كانوا داعمين له ولكن الفشل الذي لحق به بسبب الرفض الدولي والثوري تسبب بخيبة أمل لهم فجاؤوا بهذا القرار ليصلحوا ما أُفسده مؤتمر اللاجئين.”
وكان من المؤمل للروس من المؤتمر إعادة اللاجئين والمهجرين والبدء بعملية تسجيل وإحصاء الذين يحق لهم الانتخاب والترشيح لتمرير عملية إعادة انتخاب الأسد، بحسب المصدر.
ولكن لما فشل المؤتمر، “تم تكليف الائتلاف بعملية الإحصاء والتسجيل للنازحين والمهجرين واللاجئين، في حين يتكفل النظام بمن هم تحت سيطرته، وبالتالي يمكن خوض الانتخابات بهذه الطريقة لإقناع الأميركيين والأوروبيين بنتائجها”، بحسب المصدر الحقوقي.
وقال مختص بالشأن الروسي فضّل عد الكشف عن هويته لنورث برس، إن “النظام والروس هم أكبر المرحِّبين بهذا الموضوع لأنه فكَّ الارتباط بين عمل اللجنة الدستورية وتشكيل دستور جديد وعمل الانتخابات.”
وأضاف أنه “في الصيف المقبل موعد انتخابات رئاسية حينها سيتقدم الأسد بالترشح وربما تسعى روسيا إلى إشراك بعض المعارضين المقربين من النظام والمحسوبين عليها من الذين لا يدعون لا إلى تغيير النظام ولا محاسبته.”
وأشار إلى أن “هناك مجموعة جاهزة لتشارك في حكومة وحدة وطنية وحينها يتبرأ النظام من دماء السوريين والجرائم التي ارتكبها.”
وقال المختص بالشأن الروسي، إن “الائتلاف والمعارضة السورية تخضع بمعظم قراراتها للإرادة والتشاور مع تركيا، ولكن هي بنفس الوقت تتعرض لضغوط أميركية، وبالتالي تأخذ إملاءاتها من طرف خارجي.”