أمطار السويداء تكشف رداءة شبكات الصرف الصحي وتجدد معاناة كل شتاء
السويداء – نورث برس
تتجدد معاناة سكان مدينة السويداء، جنوبي سوريا، في مثل هذا الوقت من كل عام بسبب رداءة شبكة الصرف الصحي، والتي تزاد عندما تكون الهطولات المطرية غزيرة حيث تتدفق المياه إلى المنازل والمحال التجارية.
ولا تستطيع الأقنية المائية وشبكات تصريف مياه الأمطار أن تستوعب مياه الأمطار، ما يتسبب بتشكل سيول تفيض على المحال التجارية في الشوارع لدرجة أنها تجرف معها أحياناً البسطات الموضوعة على الأرصفة.
وقال سعيد شلهوب (65 عاماً)، وهو من سكان “شارع الكويت” في الجهة الجنوبية في مدينة السويداء، إنه يتخوف من تكرر ما حصل العام الماضي حيث فاضت مياه الصرف الصحي الملوثة بعد الأمطار، “فدخلت المنزل مسببة أضرار كبيرة بأثاث المنزل.”
ويعود سبب عدم عمل شبكة الصرف الصحي في مدينة السويداء بكفاءة لصرف المياه إلى عدم صيانتها وتطويرها منذ سنوات.
ويقول سكان من مدينة السويداء إن قنوات الصرف الصحي والفوهات المطرية في المدينة باتت قديمة ومهترئة وقد غطتها الأتربة والأوساخ دون إجراء صيانة دورية لها أو استبدالها من قبل الجهات المسؤولة.
وما زال “شلهوب” وأفراد عائلته يتذكرون حين استيقظوا في ساعات الليل المتأخرة على مشهد غمر المياه لمحتويات منزلهم وأثاثه، ” كانت المياه تحيط بنا من كل جانب، ولم ندرك حينها ماذا حصل أو ماذا نفعل؟”
وكان سكان “شارع الكويت” في مدينة السويداء قد أبدوا استعدادهم عدة مرات بتحمل تكاليف تأمين مسارب وراشحات مياه موصولة مع أقنية تصريف مياه الأمطار على طول الشارع، لكنهم لم يلقوا أي استجابة من البلدية ومجلس المدينة، بحسب ما ذكره سكن في الحي.
وأرجع “شلهوب” سبب عدم الاستجابة إلى “الفساد الحاصل داخل مجالس المدن والبلديات في محافظة السويداء وخاصة مجلس مدينة السويداء والمحسوبيات التي لا تعير انتباهاً لمعاناة السكان”، على حد قوله.
من جانبه، قال سعيد رسلان (50 عاماً)، وهو صاحب محل ألبسة في شارع الشعراني بالمدينة، إنهم يعانون من مشكلة دخول مياه الأمطار إلى المحال التجارية والمستودعات منذ عشرات السنين.
وأشار في حديثه لنورث برس إلى تكبد أصحاب المحال خسائر مادية كبيرة في كل موسم أمطار حيث تتجمع مياه المطر المختلطة مع مياه الصرف الصحي.
وقال إنه لم يعد يصدق “الوعود الحكومية الكاذبة” المقدمة من قبل مجلس مدينة السويداء ومؤسسة المياه والصرف الصحي في السويداء بإعادة تأهيل شبكات تصريف المياه والصرف الصحي.
وقال مسؤول عن شبكة الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار في مجلس مدينة السويداء، طلب عدم نشر اسمه، إنهم تلقوا عشرات الشكاوى من سكان المدينة بخصوص معاناتهم من السيول الجارفة جراء الأمطار التي داهمت منازلهم.
وأضاف أن البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي بحاجة إلى إعادة بناء جديدة، حيث أن أغلب الصرافات المائية وعقد الصرف الصحي تحت الطرقات “أمست مهترئة وتعاني من الانسدادات المتكررة.”
وأشار إلى عدم توفر غرف تفتيش، وهي عبارة عن غرف صغيره تبنى تحت الأرض بقطاع مربع أو مستطيل أو
دائري وذلك لتجميع التصريف في المباني، من شأنها تخفيف الضغط على مكبات الصرف الصحي وتجمع مياه الأمطار عبرها.
ورأى المسؤول أن الحلول تكمن في زيادة أعداد العاملين في تسليك وترميم البنية التحتية التصريفية للمياه، حيث أن عمل قسم الصرف الصحي في مجلس المدينة يقتصر على ثلاثة عمال فقط.
كما أن البنى التحتية للحياة السكانية داخل مدينة السويداء بحاجة إلى إحداث خطط علمية تراعي مناسيب المياه في شبكات الصرف الصحي رياضياً، وفقاً لما ذكره المسؤول عن شبكة الصرف الصحي في مجلس مدينة السويداء.
بالإضافة إلى إحداث غرف تفتيش جديدة تحت الأرض، لتسهيل إيجاد الخلل من قبل العمال الفنيين.
لكن المسؤول ذكر أيضاً أن “الإمكانات المالية والبشرية ضئيلة جداً، ولا تفي بالغرض في تغطية وإصلاح بنية التصريف المائي بشقيه المطري والصرف الصحي.”