بفرحة مشوبة بالقلق.. نازحون في الهول يتوجهون إلى بقايا منازل بريف دير الزور

حسكة – نورث برس

إلى جانب المئات من النازحين في مخيم الهول شرق مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، تستكمل منفية المحمد (58 عاماً) حزم أمتعتها للعودة إلى ديارها بريف دير الزور، بعد أكثر من عامين من النزوح.

ومنفية، الأم لخمسة أولاد، هي واحدة من أصل 515 نازحاً سيخرجون من المخيم عائدين إلى مناطقهم، بموجب مسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لإفراغ المخيم من النازحين السوريين.

وكانت آخر دفعة  خرجت من الهول قد ضمت 35 عائلة تضم 117 شخصاً عادوا إلى الرقة وريفها.

وتبدو اللهفة بادية على محيا النازحة التي عبرت عن اشتياقها لقريتها الباغوز التي ذاع صيتها خلال معارك السيطرة على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من قبل قوات سوريا الديمقراطية في آذار/ مارس عام 2018.

لكن عودة “المحمد”، كما العديد ممن أبناء منطقتها، تصطدم بعقبات عدة قد يكون أصعبها منزلها المدمر بفعل الحرب.

وتقول بتأثر لنورث برس: “لا نملك إمكانات بناء منزل جديد.”

لذا تتحضر السيدة للإقامة لبعض الوقت لدى بعض أقاربها في البلدة ولا تعلم أي حل سيتوفر لعائلتها لاحقاً.

وتضيف: “العودة  إلى الديار بين الأهل والجيران الآن هي كل ما يهمنا.”

وسبق أن أخرجت الإدارة الذاتية 29 دفعة من النازحين السوريين، يصل عددهم إلى نحو ستة آلاف شخص بموجب كفالات عشائرية.

وتتيح الآلية الجديدة للنازحين السوريين، ممن يملكون ثبوتيات تسجيل أسمائهم لدى مكتب الخروج، المغادرة دون الحاجة إلى كفالات كما كان في السابق.

ويقيم في مخيم الهول نحو 6706 عائلات سوريّة و8209 عائلات عراقيّة، بالإضافةّ إلى 2778 من عائلات مقاتلي تنظيم “داعش”، وفق إحصائيات إدارة المخيم.

ومع خروج هذه الدفعة من النازحين السوريين، يتبقى عدد النازحين نحو 23 ألفاً، من إجمالي قاطني مخيم الهول الذين يفوق عددهم 60 ألف شخص، بحسب شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية.

 وتستند النازحة فاطمة الجوهر من قرية القريّا التابعة لمدينة البوكمال، ظهرها لخيمة مقدمة من منظمة “اليونيسيف”، منتظرة بين أحفادها لحظة الخروج.

ومن حسن حظ العائلة أنهم تمكنوا من تأمين شاحنة لنقل أمتعتها، حيث يقوم الزوج وأبناؤه بترتيب حاجياتهم داخلها.

وقالت “الجوهر” لنورث برس بعدما أزالت النقاب عن وجهها: “منذ أربع سنوات ونحن نعيش في المخيم، عاملتنا الإدارة الذاتية بشكل جيد لكن حان الوقت للعودة إلى قرانا.”

ولا تدري المرأة إن كانوا سيتمكنون من إعادة إعمار منزلهم، خاصة مع بدء الشتاء.

وأضافت: “سنعود إلى ديارنا رغم أن منزلنا مدمر كلياً، لذا قد نضطر للاستقرار في مدينة حسكة لاحقاً، حيث تقيم بناتي وأقرباء لنا.”

وبينما لم يواجه صحفيون صعوبة في تبادل أطراف الحديث مع أفراد عائلات تستعد الخروج من المخيم، تمنع أفراد عائلات أخرى عن الحديث وفضلوا البقاء بعيداً عن أعين الكاميرات.

بدوره، قال أحمد العلي (58 عاماً)، وهو نازح من قرية القورية التابعة لمدينة الميادين،إن الحرب تسببت بتدمير منزله بالكامل بعد سقوط قذيفة عليها.

وأضاف لنورث برس أنه سيعمل على إعادة بناء منزله من الطين، للعودة إلى حياته كما في السابق.

ولم يتمالك النازح، وهو أب لخمسة أولاد، دموعه ما إن سُئل عن مدى اشتياقه إلى قريته التي طال بعده عنها  في رحلة نزوح دامت أربع سنوات.

إعداد: دلسوز يوسف – جيندار عبدالقادر- تحرير: جان علي