مصدر عسكري: التموضع التركي في إدلب تطبيقٌ للخطوط العريضة لاتفاق آذار مع روسيا
إدلب ـ نورث برس
قال مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام، السبت، إن الانسحاب التركي من نقاط المراقبة في إدلب وإعادة تموضعه في مناطق أخرى، هو تطبيق للخطوط العريضة لاتفاق آذار/ مارس مع روسيا.
وتواصل القوات التركية انسحابها من بعض نقاط المراقبة والتي تقع في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وكان أبرزها الانسحاب من نقطة مورك بريف حماة الشمالي.
وكانت مصادر تركية تحدثت في تصريحات صحفية أن ما يجري ليس انسحاباً بالمعنى الحرفي بل هو إعادة تموضع في مناطق أخرى بالتفاهم والتنسيق مع روسيا.
ورأت مصادر أخرى أن هذا الانسحاب يأتي في إطار خشية تركيا من أن تكون تلك النقاط في مناطق سيطرة الحكومة السورية وسيلة ضغط عسكري عليها.
وبدأ الجيش التركي، الاثنين الماضي، الانسحاب من نقطة عسكرية خامسة في جبل الشيخ عقيل غرب محافظة حلب وذلك بعد إخلاء أربع نقاطٍ أخرى بشمال غربي سوريا.
وقال مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام، ويدعى “أبو عبادة الإدلبي”، إن “ما يجري منذ بدء الجيش التركي بسحب قواته من نقطة مورك هو تنفيذ لتفاهم بين أنقرة وموسكو.”
وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن “التفاهم ليس اتفاقاً محدداً بل هو عبارة عن تطبيق كل طرف لما يفهمه من الخطوط العريضة، التي تم التوافق عليها في اتفاق الممر الآمن الموقع بداية آذار/مارس الماضي.”
وأضاف: “تركيا تسعى من خلال إعادة تموضعها لتنفيذ خطط وأهمها منع تدفق جديد للنازحين على حدودها، لكن هناك جزء يتعلق بجسر الشغور وجبال الساحل وأتوقع أنه سيشهد هجمات عنيفة تسندها روسيا.”
ويأتي الانسحاب التركي من بعض نقاط المراقبة، تنفيذاً لتفاهم مع الروس، وليس تخوفاً من ضغط عسكري من قبل قوات الحكومة السورية، بحسب “الإدلبي”.
وتواصل روسيا تصعيدها على منطقة إدلب، وقال “الإدلبي” إن ذلك يعود لمسألة أن التفاهم يفهمه كل طرف كما يريد وتفرضه شروط الأقوى في الميدان.”
وكانت مصادر تركية قالت في تصريحات صحفية إن “أنقرة لا تنوي خفض عدد قواتها في شمال غربي سوريا، أو سحب الأسلحة الثقيلة.”
وأضافت: “عملية إعادة التمركز التي تقوم بها في بعض نقاط المراقبة في شمال غربي سوريا تجرى بالتنسيق مع موسكو، وبما يمنع الصدام مع قوات النظام، ويحقق أيضاً الفصل بين قوات النظام وفصائل المعارضة.”
وقال محلل سياسي تركي، فضّل عدم الكشف عن اسمه لنورث برس، إن “أنقرة لن تنسحب إطلاقاً من الشمال السوري، وما يجري هو بالفعل إعادة تموضع بالتنسيق مع روسيا التي تدير بيدها الملف السوري كاملاً في هذه الفترة.”