النقاط التركية في شمال غربي سوريا.. انسحابات وإعادة التمركز
قامشلي ـ نورث برس
شهدت الفترة الأخيرة انسحاباً للقوات التركية من خمس نقاط عسكرية في مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا, دون تصريح رسمي من تركيا عن الأسباب.
وبدأت تركيا في تشرين الأول/نوفمبر 2017، إقامة نقاط المراقبة في إدلب، في إطار اتفاق أبرمته مع روسيا وإيران، في أستانا عاصمة كازاخستان في أيلول/سبتمبر 2017.
وأنشأت تركيا منذ تدخلها العسكري في سوريا، أكثر من /60/ نقطة وقاعدة عسكرية في محافظات إدلب وحلب وحماة واللاذقية شمال غربي البلاد.
وتشير تقارير إلى وجود نحو 12 ألف جندي تركي، وتسعة آلاف آلية عسكرية تركية في مناطق خاضعة لاتفاق وقف إطلاق نار بين موسكو وأنقرة.
وكانت تركيا “رفضت” بداية هذا العام، سحب نقاط المراقبة من المناطق التي خضعت لسيطرة قوات الحكومة السورية، واعتبرت وجود تلك النقاط مرتبط باتفاق “سوتشي” الموقع مع روسيا.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات صحفية، في شباط/فبراير، إن أنقرة “سترد بالمثل” في حال تعرضها للاستهداف، وأشار إلى أنه “لا نية لبلاده الانسحاب من نقاط المراقبة.”
ولكن عملية عسكرية لقوات الحكومة السورية، مدعومةً من روسيا وفصائل حزب الله اللبناني في منطقة خفض التصعيد، مطلع العام الحالي، أفضت إلى محاصرة عدة نقاط مراقبة تركية.
انسحابات وتمركزات
وبدأ الجيش التركي، الاثنين، الانسحاب من نقطة عسكرية خامسة في جبل الشيخ عقيل غرب محافظة حلب وذلك بعد إخلاء أربع نقاطٍ أخرى بشمال غربي سوريا.
وأخلت القوات التركية في الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر، أول نقطة مراقبة، قرب مدينة مورك شمالي محافظة حماة، وانسحبت منها.
وكانت نقطة مورك، قبل الانسحاب منها، تعتبر أكبر النقاط العسكرية للقوات التركية، بريف محافظة حماة، التي تمركزت فيها تركيا قرابة عامين ونصف.
وتقع نقطة مورك، على بعد 88 كلم من الحدود التركية، وتعد النقطة الأبعد جغرافياً، عن نقاط الإمداد التركية.
وفي الوقت الذي تنسحب فيه تركيا من نقاطها المحاصرة من قبل القوات الحكومية، تقوم باستحداث نقاط عسكرية جديدة في محافظة إدلب.
القوات التركية التي انسحبت من “مورك” تمركزت في قرية “قوقفين” في منطقة جبل الزاوية التابعة لمحافظة إدلب.
وتعتبر هذه المنطقة الجبلية من أهم المواقع الاستراتيجية في محافظة إدلب، وتطلّ بعض قممها على الطريق الدولي (M4).
ويرى مراقبون أن تركيا من خلال هذه التحركات تعيد تمركزها في مناطق أخرى تكون قريبة من مناطق الإمدادات التركية الداخلة إلى نقاط مراقبتها في شمال غربي سوريا.
وبعد مورك، بدأت القوات التركية، بإخلاء نقطة مراقبة في قرية شيرمغار، غربي محافظة حماة، نهاية الأسبوع الماضي.
وأخلت أيضاً نقطة معر حطاط العسكرية، ذات الأهمية الحيوية على الطريق الدولي “M5″، جنوبي محافظة إدلب، ونقطة قبتان الجبل، في ريف حلب الغربي.
وقال مصدر عسكري لنورث برس، إن القوات التركية تقوم باستحداث نقطة عسكرية في قرية دير سنبل المحاذية لمناطق سيطرة الحكومة السورية جنوب إدلب.
وتبعد قرية دير سنبل عن مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية مسافة 1.5كم، وتتبع مدينة معرة النعمان، على مقربة من بلدة البارة.
وفي منتصف تشرين الأول/اكتوبر الماضي، قامت القوات التركية باستحداث نقطة عسكرية على تلة قرية قوقفين جنوبي إدلب وتطل على منطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة.
وتتبع قرية قوقفين لمدينة معرة النعمان بمنطقة جبل الزاوية وتقع بالقرب من بلدتي كنصفرة وكفرعويد.
كما أنشأت القوات التركية ثمانِ نقاط مراقبة خلال تموز/يوليو الماضي، في مناطق متفرقة شمال غربي سوريا.
ولم تصدر من الحكومة التركية، حتى الآن، أي تصريحات حول إخلاء النقاط العسكرية.
استقدام تعزيزات
ولكن تركيا تواصل مع انسحابها من نقاطها المحاصرة في مناطق خفض التصعيد، استقدام تعزيزات جديدة، عبر المعابر الحدودية المشتركة مع تلك المناطق.
وأرسلت تركيا، الاثنين، ثلاثة أرتال عسكرية إلى عمق الأراضي السورية لتعزيز نقاطها المنتشرة في منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا.
وضمت الأرتال التركية 40 آلية عسكرية ومدرعات وشاحنات تحمل ذخائر ومواد لوجستية ودبابات وغرفاً مسبقة الصنع.
وقبلها بأيام دخل رتل آخر للقوات التركية، من معبر كفرلوسين الحدودي إلى عمق الأراضي السورية في محافظة إدلب.
وضم الرتل عشر آلياتٍ عسكرية بين عربات ومدرعات وسيارات تحمل ذخائر ومواد لوجستية، توزعت بين القواعد التركية جنوب المحافظة.
وترى مصادر عسكرية، أن التحركات التركية الأخيرة والتي تتم تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية، ما هي إلا خطوة مرحلية تتأثر بموازين القوى على الأرض وقدرة كل طرف على فرض وجهة نظره ميدانياً، مع مواصلة النقاشات والترتيبات المستقبلية.