خبراء لـنورث برس: بايدن لن يخسر دول الخليج لصالح علاقاته مع إيران

القاهرة – نورث برس

استبعد خبراء ومحللون في الشؤون الإيرانية، أن يخسر الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، علاقات بلاده مع دول الخليج لصالح توطيدها مع إيران.

ويستبعد هؤلاء أن يحدث تقارب مع إيران رغم أن رسائل “بادين” خلال حملته الانتخابية، أظهرت ميلاً لسياسات أوباما إزاء تخفيف حدة الضغوطات على طهران، والعودة إلى الاتفاق النووي.

ويقول الخبراء أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكنها خسارة حليف قوي بقوة دول الخليج، وأنها ستسعى لإيجاد موازنة لضمان مصالحها.

العلاقة مع الخليج

الخبير في الشأن الإيراني محمد العبادي، يعتقد باستمرار العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج “بشكل جيد؛ فالطرفان بينهما شراكة استراتيجية منذ عقود.”

ويشير “العبادي” في تصريح لنورث برس إلى أن ما قد يعكر صفوها هو رغبة بايدن في إتمام صفقة أوباما مع إيران.”

ويقول الخبير إن على بادين “أن يراعي عدداً من المتغيرات أهمها موقف حلفاء واشنطن في المنطقة العربية من التهديدات الإيرانية.”

وأضاف أن “إيران استفادت من الإفراج عن الأموال المجمدة عقب الاتفاق النووي، واستخدمتها في دعم الميليشيات والفصائل الإرهابية، وطورت منظومتها الصاروخية المتوسطة والبعيدة المدى لتهديد دول الجوار.”

وقال العبادي إن “الرئيس الديمقراطي إبّان حملته الانتخابية أوضح عدداً من الخطوط العريضة، أبرزها أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، أو تهديد حلفاء واشنطن في المنطقة.”

وأضاف أن “بادين” هدد بفرض عقوبات ضد إيران بسبب تردي حالة حقوق الإنسان، كما أعلن إمكانية العودة للاتفاق النووي واتباع الدبلوماسية شريطة التزامها الصارم ببنود الاتفاق.”

ولا تخفي الدول الخليجية، ولاسيما المملكة العربية السعودية، قلقها من سياسات “بايدن” المتوقعة تجاه إيران، وتداعياتها وأثرها المباشر على أمن واستقرار المنطقة.

وتخشى العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية من تصاعد محتمل للتهديدات الإيرانية استغلالاً لتغير مرتقب للموقف الأميركي بعد خسارة ترامب.

 ويرى خبراء أن الدول الخليجية كانت ترى في ترامب ضماناً لأمنها إذا كان ترامب يتبع سياسة الضغط مع إيران، عبر فرض العقوبات عليها.

واشنطن وطهران

لكن الباحث المقيم بـ “المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية،” محمد خيري، استبعد إمكانية أن تخسر الولايات المتحدة علاقتها مع دول الخليج لصالح إيران في عهد “بايدن.”

وقال في تصريحات لـنورث برس من القاهرة، إن “الولايات المتحدة ودول الخليج تربطهما علاقات وروابط أقوى من الروابط الموجودة بين طهران وواشنطن.

وأضاف أن “تاريخ أميركا مع إيران مليء بالخلافات منذ عام 1979 وتحديداً حادث السفارة الأميركية الشهير.”

ولا يمكن، وفق خيري، أن تكون هناك علاقات طيبة بين إيران وأميركا في الوقت الذي تعتمد فيه طهران على وكلاء وميليشيات مسلحة وتهديدها لمصالح أميركا والدول الخليجية”، على حد قوله.

أوباما وبايدن

الباحث المصري في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، يعتقد بأن “هناك فرق كبير بين فترة رئاسة أوباما للولايات المتحدة والفترة التي تنتظر جو بايدن،”

ويستند في رأيه على وجود واقع جديد ممثل في الخطوات التي اتخذها الرئيس ترامب خلال رئاسته من إيران، بداية من الانسحاب النووي والعقوبات التي فرضها على طهران.”

ويضيف المنسي أن “هناك تجاوزات إيرانية سرية، تم الكشف عنها مؤخراً، فضلاً عن الخطوات العملية المباشرة التي اتخذتها إيران.”

وقال المنسي: “هنالك واقع جديد متمثل في العقوبات والضغط الاقتصادي على إيران (..) من غير المرجح أن يتراجع بايدن وأن يتنازل عن كل أدوات الضغط بين عشية وضحاها.”

ويشير الباحث إلى أن “تجربة أوباما أفقدت الولايات المتحدة الأميركية دعماً عربياً وأضعفت الثقة بها داخل الدول العربية، ولاسيما الدول الخليجية.”

وعبر “المنسي” عن اعتقاده أن “بايدن” حتى رغم كونه يروج إلى اتّباع سياسة أقل حدة تجاه إيران، لكنها لن تكون مثل سياسة سلفه الديمقراطي أوباما.

و يرى الباحث، أن ذلك يعود إلى أن إيران أصبحت في موضع ضعف بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية.”

 ورجح الباحث المصري في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي أن ما يروج له بايدن “قد يكون تعديلاً للاتفاق مع مراعاة المخاوف الأمنية”.

 إعداد: محمد أبوزيد -تحرير: جان علي