المركز العربي للدراسات: بايدن سيسعى لمعادلة متوازنة بين مصالح واشنطن مع الخليج وإيران
القاهرة – نورث برس
قال هاني سليمان، مدير المركز العربي للدراسات في القاهرة، الأربعاء، إن الرئيس الأميركي المُنتخب جو بايدن، سوف يعمل على إيجاد معادلة متوازنة بين كبح جماح إيران وسياساتها في الإقليم مع عدم القضاء عليها أو ممارسة نفس أشكال الضغط التي كان يمارسها ترامب.
وأشار إلى أنه في الوقت ذاته، “ستكون هناك آلية متوازنة ترضي الخليج ولا تفزع الجانب الإيراني، على أساس أن أميركا لا تريد خسارة مصالحها في الخليج.”
وقال سليمان في تصريحات خاصة لنورث برس من القاهرة: إن “بايدن جاء في ظروف تحمل العديد من المتغيّرات، بعد فترة مرت بها العديد من الارتباكات بالسياسات الأميركية (الداخلية والخارجية).” كما يأتي بايدن على خبرة الرئيس باراك أوباما باعتباره يمثل الديمقراطيين، والبعض يحاول دائماً الربط بينهما على اعتبار أنه هل سيسير على نفس النهج من عدمه؟، بحسب سليمان.
وسيكون بايدن منشغلاً في أول ستة أشهر على أقل تقدير “بمحاولات ترتيب البيت الداخلي، خاصة أن الديمقراطيين معروف عنهم اهتمامهم بملفات الصحة والمناخ والبيئة.”
وسيسعى بايدن إلى تحسين العلاقات الأميركية مع الدول الأوروبية بعد ترامب الذي خرج من أكثر من اتفاقية تحمل قدراً من الاستقرار.
وشدد رئيس المركز العربي للدراسات، على أنه “لا يمكن بأي حال التأكد من اتجاه السياسة الخارجية الأميركية في عهد بايدن، لكن ستكون هناك تنبؤات في ضوء خطابه الحالي.”
وقال سليمان فيما يخص إيران، إن “إدارة ترامب كانت تركز على فرض العقوبات على إيران وجعلها في حالة عزلة سياسية، وقد حققت تلك الاستراتيجية نجاحات في ظل إدارة ترامب.”
ويدور الحديث الآن عن أن بايدن سيمثل امتداداً لإدارة أوباما الذي وقع الاتفاق النووي، “وهذا احتمال وارد وفق المعطيات الحالية، وسيكون مفيداً بالنسبة لبايدن وإيران التي تحاول أن تتغزل في الرئيس الجديد”، بحسب سليمان.
وأوضح سليمان أن “بايدن محمل بفكرة تحسين الصورة الأميركية والترويج لنفسه داخلياً وخارجياً، والعمل على الاستقرار الخاص بالملف النووي والتهدئة والوصول لاتفاق، وهو مكسب يمكن ترويجه وبخصوص حزمة العقوبات، “فإنه لا يمكنه إزالة العقوبات بشكل كامل مرة واحدة، فبالتأكيد ستكون هناك استراتيجية ضغط نسبية على إيران لمحاولة دفعها للوصول إلى اتفاقات وتقديم تنازلات في إطار بيئة وإدارة مختلفة”، وفق مدير المركز العربي للدراسات في القاهرة.
وأضاف: كما أن الاتفاق نفسه “سيكون محل شك من الإدارة الأميركية الجديدة، وسيكون هناك دفع باتجاه الحصول على بعض الضمانات والتطمين، لاسيما أن أحد العوامل الحاكمة لعلاقة واشنطن وطهران هي الخليج.”
وأشار إلى أن “بايدن لن يكون ذلك الرجل المتساهل الذي سيدخل في علاقة عاطفة سياسية مع إيران.. بالتأكيد ستكون هناك حسابات أميركية وضمانات للمصالح الأميركية بصفة عامة.”
وقال مدير المركز العربي للدراسات في القاهرة، هاني سليمان: “إذا انتهج بايدن سياسة التقارب مع إيران وإعطائها مساحة للهيمنة، سيمثل ذلك خطأ تاريخي ستدفع المنطقة ثمنه والولايات المتحدة الأميركية أيضاً.”