الدفاع الروسية تعلن تأسيس مركز مراقبة مشترك مع تركيا في قرة باغ
إسطنبول ـ نورث برس
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، عن تأسيس مركز مراقبة مشترك بينها وبين تركيا في إقليم قرة باغ الذي كان خاضعاً لسيطرة القوات الأرمينية قبل الانسحاب منه بموجب اتفاق تدخلت فيه روسيا.
وأعلن زعماء روسيا وأرمينيا وأذربيجان في ليل 9 – 10 من هذا الشهر، عن بدء الهدنة في قرة باغ.
وطبقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، يجب أن تبقى قوات أرمينيا وأذربيجان في مواقعها، بينما تنتشر قوات حفظ السلام الروسية بمحاذاة خط التماس في المنطقة.
وأعلن الجانبين الروسي والتركي عن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مركز مراقبة (تركي ـ روسي) مشترك لضبط وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في قرة باغ.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن “إنشاء مركز المراقبة المشترك في قرة باغ، سيسمح بمراقبة الامتثال لوقف الأعمال العدائية في الإقليم.”
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إعلان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، لجوئه إلى توقيع اتفاق مع أذربيجان لوقف الحرب، واصفاً الاتفاق بـ”الصعب والمؤلم.”
وبحسب الاتفاق، تنشر روسيا قوات حفظ سلام تابعة لها على طول خط التماس في إقليم قرة باغ لمراقبة وقف إطلاق النار.
ونفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، التصريحات التركية بشأن مشاركة أنقرة في قوات حفظ السلام، “لم يتم بحث هذه المسألة.”
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أمس الأربعاء، إن بلاده أيضاً ستنشر قوات لحفظ السلام في تلك المنطقة.
صفقة روسية تركية
وصف دينيس كوركودينوف رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، في حديث لنورث برس: اتفاق إنشاء مركز المراقبة المشتركة بأنه “صفقة تفاوضية”، وأن تركيا تحاول استغلاله لصالحها.
وقال المحلل السياسي الروسي: إنه “في غضون يومين، أرسلت روسيا حوالي 2000 جندي إلى ناغورني قرة باغ، للسيطرة على وقف إطلاق النار ومنع استئناف الأعمال العدائية، وفي غضون ذلك، كان من السابق لأوانه إعلان استسلام أرمينيا.”
وأضاف: “بطبيعة الحال، فإن موارد القوات المسلحة لأرمينيا مستنفدة، مما لا يسمح لها بإجراء عمليات عسكرية واسعة النطاق.”
ويستغرق استعادة إمكانيات أرمينيا العسكرية الصناعية ما لا يقل عن 10-15 سنة، بحسب “كوركودينوف”.
وأشار إلى أن “روسيا تحاول استخدام الوضع الذي تم إنشاؤه لمصالحها الخاصة، وتعزيز مواقعها في جنوب القوقاز.”
وفي هذا الصدد، قدمت موسكو على الفور وحدة عسكرية إلى ناغورني قرة باغ “من أجل تعزيز مواقعها الاستراتيجية في المنطقة”، بحسب المحلل السياسي.
ورجح “كوركودينوف”، أن حرب قرة باغ كانت “صفقة تفاوضية، عندما كانت نتيجتها محددة مسبقاً من قبل جميع أطراف النزاع.”
وفي نهاية المطاف، بحسب المحلل السياسي، “فازت جميع أطراف المواجهة الأرمنية الأذربيجانية، باستثناء رئيس وزراء أرمينيا ورئيس ناغورني قرة باغ.”
وأضاف: “حصلت المعارضة العسكرية والسياسية الأرمنية على فرصة للإطاحة بنيكول باشينيان وأرايك هاروتيونيان وتنظيم انقلاب في أرمينيا.”
بالإضافة إلى أن “أذربيجان استلمت الأراضي، وتركيا تلقت الفرصة لتنفيذ مشروع العثمانية الجديدة في جنوب القوقاز، وسيطرت روسيا على ناغورني قرة باغ”، بحسب دينيس كوركودينوف رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أمس الأربعاء، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين “كان لهما تأثير مهم في تحقيق هذه النتيجة.”
وشدد أكار على أن “الاتفاق هو خطوة مهمة لتعزيز الأمن والاستقرار في قرة باغ، كما آمل أن يكون مفيداً للمنطقة.”
دور كبير لتركيا
وقال جواد غول، وهو صحفي مختص بالشأن التركي، يقيم في إسطنبول، إن “الاتفاق والأحداث التي أفضت إلى الوضع الذي هو عليه الآن في قرة باغ كانت جميعها مفاجئة.”
وأضاف لنورث برس: “من المؤكد أن تركيا لعبت دوراً كبيراً في دعم أذربيجان عسكرياً خاصة فيما يخص مدّها ومساندتها بالطيران المسيّر والمقاتلين وكل أشكال الدعم.”
ولكن، بحسب “غول”، فإنه “من المؤكد أيضاً أن هناك صفقة ما تتزامن مع حالة الانهيار الاقتصادي التي وصلت إليها تركيا في هذه المرحلة.”
وأجرى الرئيسين الروسي والتركي اتصالين سريعين قبل إعلان أرمينيا وأذربيجان التوصل للخطوة الأخيرة في قرة باغ، “ولكن من غير الواضح بنود الصفقة المتفق عليها”، بحسب “غول”.
وما يهم تركيا الآن، بحسب الصحفي التركي، هو “المكاسب الاقتصادية وطرق إمداد الطاقة والغاز” التي ستحصل عليها من وراء هذه “الصفقة” مع روسيا.
وفجر الثلاثاء، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف، الاستسلام الكامل للقوات الأرمينية التي تلقت خلال الفترة الماضية ضربات موجعة من قبل الجيش الأذري في إقليم “قره باغ”.
كما أعلن علييف وقفاً نهائياً للاشتباكات في “قره باغ” بين أذربيجان وأرمينيا بموجب الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه بين أذربيجان وروسيا وأرمينيا.
وأعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في بيان، استسلام أرمينيا.
وقال: “أنا شخصياً اتخذت قراراً صعباً جداً بالنسبة لي ولنا جميعا، لقد وقعت بياناً بشأن إنهاء حرب قره باغ مع الرئيسين الروسي والاذري ابتداءاً من الساعة 01.00 مساء (فجر الثلاثاء).”
وأضاف: أن “نص البيان الذي تم نشره بالفعل مؤلم جداً بالنسبة لي ولشعبنا.”