مزارعو قمح وشعير في منبج يشتكون من ارتفاع تكاليف زراعة البذار
منبج – نورث برس
لا تختلف شكاوى مزارعي القمح والشعير في ريف منبج، شمالي سوريا، هذا العام مع بدء موسم زراعة بذار محصولي القمح والشعير عما كان عليه الحال خلال موسم الحصاد الفائت، فالمقارنة بين التكاليف والمردود لا تثلج صدر أيٍّ منهم هذه الأيام.
وبدأ مزارعون في ريف منبج بزراعة أراضيهم بمحصولي القمح والشعير عقب الهطولات المطرية الأخيرة، والتي يراها بعضهم إيذاناً بأن الارض أصبحت جاهزة للزراعة وإنبات المحصول بطريقة جيدة.
وقال محمد الأحمد (40 عاماً)، وهو مزارع من قرية المشرفة في ريف منبج الشرقي، إن موسم الزراعة في مدينة منبج تراجع هذا العام كثيراً بسبب غلاء ثمن البذار.
ويباع الكيلوغرام الواحد من بذار الشعير بحوالي 325 ليرة سورية، بينما يتراوح سعر بذار القمح في الأسواق بين 375 و400 ليرة للكيلوغرام الواحد.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا قد قررت الموسم الفائت عدم شراء محصول الشعير، على أن تقدّم كافة التسهيلات للتجار من أجل تصديره إلى خارج مناطقها.
بينما اشترت محصول القمح بما يعادل قيمة 17 سنتاً أميركياً للكيلوغرام الواحد.
ويحتفظ المزارعون عادةً بكميات من إنتاج محاصيلهم أثناء الحصاد لاستخدامها في زراعة الموسم القادم أو تبديلها ببذار محصول آخر مراعاة للدورة الزراعية، بينما يضطر من لم يحصلوا على إنتاج العام الفائت ومن أجبرتهم الظروف على بيع كامل محصولهم لشراء البذار.
وأضاف “الأحمد” لنورث برس، إنه تخلّى عن رشِّ الأسمدة بسبب ارتفاع أسعارها، “فثمن كيس السماد (50 كغ) وصل إلى 50 ألف ليرة سورية.”
وأشار إلى أنه باع محصوله من الشعير في موسم الحصاد الفائت بـ 90 ليرة للكيلوغرام الواحد، لكنه اضطر لشراء البذار بـ 325 ليرة.
ويرى المزارع أن على مؤسسة الزراعة في منبج أن تقوم بدعم القطاع الزراعي حتى لا يكثر عدد من عزفوا عن الزراعة بسبب تكاليفها، “كتوزيع البذار على المزارعين بأسعار مقبولة تتناسب مع إمكانات المزارعين.”
وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح المروي بريف منبج هذا العام قرابة 2200 هكتار مسجّلة حتى الآن في المؤسسة، بينما بلغت مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الشعير والتي تم تسجيلها لدى المؤسسة 1200 هكتار، بحسب مؤسسة الزراعة في منبج.
من جانب آخر، قال سمير الجلال (31 عاماً)، وهو صاحب جرار زراعي، إن أسعار الفلاحة هذا العام لا تتناسب مع تكاليف الوقود وأجور الصيانة.
وأضاف أن كمية برميلين من مادة المازوت (الديزل) التي قامت مؤسسة الزراعة بمنبج بتأمينها كوقود لكلِّ جرار زراعي هي أقل من الحاجة خلال موسم زراعة البذار.
ويقوم أصحاب الجرارات في ريف منبج بحراثة الهكتار الواحد مع بذاره بأسعار تتراوح بين 20 ألف و25 ألف ليرة سورية، بينما يقومون بدفع أجور الصيانة وشراء قطع الغيار وفقاً لسعر صرف الدولار الأميركي.
“أقل تصليح للجرار يحتاج اليوم لقرابة 50 ألف ليرة، وتبلغ تكلفة غيار الزيت 40 ألف ليرة، إلى جانب أن ثمن الإطارين الخلفيين يبلغ 540 دولاراً، ونحن بحاجة الى استبدالها كل عام بسبب طبيعة عملنا في الأراضي الزراعية.”
من جهته، قال محمد العلي، وهو نائب الرئاسة المشتركة لمؤسسة الزراعة في منبج، إن المؤسسة اكتفت بتقديم 20 لتراً من مادة المازوت لحراثة كل هكتار يُزرع بالشعير، “لأن الشعير يُصنَّف كزراعة بعلية ولا يحتاج بالضرورة للري.”
وأضاف لنورث برس أنهم لم يقوموا بتوزيع بذار الشعير على المزارعين لعدم توفّره في المؤسسة بعد أن عزفت الإدارة الذاتية عن شرائه خلال موسم الحصاد الفائت.
وقامت المؤسسة بفتح باب الترخيص للمزارعين الراغبين بزراعة القمح كي تقدِّم لهم البذار بنوعيه “القاسي والطري” بسعر 350 ليرة للكيلوغرام الواحد وبكمية 350 كغ للهكتار الواحد.
بالإضافة لذلك، ستؤمِّن مؤسسة الزراعة بمنبج كمية مازوت تتراوح بين 600 و 800 لتر للهكتار الواحد، بحسب “العلي”.
بينما ستقدِّم ما لا يتجاوز خمسة أكياس سماد للهكتار الواحد بسعر 17.5 دولاراً للكيس الواحد من سماد يوريا و21 دولاراً لسماد الفوسفات.