فيلم “أطفال السماء” للمخرج الإيراني مجيد مجيدي يدخل قائمة الأوسكار لعام 2021

قامشلي – نورث برس

أعلنت مؤسسة الفارابي للسينما، مطلع الأسبوع الجاري، في بيان، اختيار فيلمها “أطفال السماء” للمشاركة في نسخة 2021 من الحدث السنوي الذي تقيمه “الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها”، والمقرر في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل المقبل.

وتم اختيار “أطفال السماء” ليكون فيلم الافتتاح لمهرجان أجيال السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام في نسخته الثامنة من الثامن عشر إلى الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

وتتناول قصة الفيلم الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي في أيلول/سبتمبر الماضي، عمالة الأطفال ومعاناة الذين يضطرون للعمل بغية تأمين معيشتهم وإعانة عائلاتهم.

وتناول المخرج الإيراني مجيد مجيدي هذه المسألة عبر قصة مؤثرة لـ”علي” (12 عاماً) وثلاثة من أصدقائه، ترصدهم الكاميرا في شوارع طهران وأسواقها وأنفاق المترو.

ويقوم أولئك الأطفال بكسب قوتهم وقوت عائلاتهم بما يجمعونه في سعيهم اليومي وراء العمل.

وفي حديثٍ سابقٍ لفرانس برس، قال “مجيدي” إنّ فيلمه والذي يسمى “خورشيد” أيضاً، هو بمنزلة “استنكار لهذه المشكلة الاجتماعية التي تعني العالم كله، لا إيران وحدها.”

وأضاف: “وفقاً للإحصاءات الرسمية، هناك 152 مليون طفل يعملون في أنحاء العالم كافةً.”

وفي سبيل تنفيذ مشروعه السينمائي، لم يستعن المخرج كعادة السينما الإيرانية بممثلين محترفين وإنما بأطفال من الشارع لأداء الأدوار، “أريد بذلك إظهار قدراتهم وإنسانيتهم.”

وأشار في الوقت نفسه إلى أنّ عملية الاختيار استغرقت “أربعة أشهر، إذ أجريت مقابلات مع أربعة آلاف طفل.”

ويحكي الفيلم أيضاً قصة عائلة فقيرة لديها طفلان يتناوبان على ارتداء حذاء رياضي للذهاب إلى المدرسة لأن الأخ أضاع فردة حذاء أخته عندما أراد إصلاحها وترقيعها لدى الإسكافي.

وفي السياق التصاعدي للأحداث وحبكة السيناريو، يشترك الأخ بمسابقة للجري تقيمها إدارة المدارس ويريد الحصول على المرتبة الثالثة لأن جائزتها حذاء رياضي، لكنه يفوز بالمرتبة الأولى.

ويبلغ مجيد مجيدي من العمر 61 عاماً وله العديد من الأعمال السينمائية كتابةً وإخراجاً.

ومن أفلامه التي شاركت في مهرجانات دولية وحازت على الكثير من الجوائز العالمية: أطفال السماء، ولون الفردوس، وما وراء الغيوم، ومحمد رسول الله، وباران، وزقزقة العصافير.

و”مجيدي” هو أول إيراني يُقبَلُ أحد أعماله “أطفال السماء” ضمن لائحة الترشيح النهائية لإحدى جوائز الأوسكار، عن فئة أفضل فيلم أجنبي في 1999.

ولكن المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الوحيد الذي فاز بالأوسكار، عن فيلمي “انفصال” عام 2012، و”البائع” 2017.

وجاء فوزه بفيلم “البائع” رغم غيابه عن الاحتفال، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب عام 2017، بفرض حظر على دخول رعايا سبع دول ذات غالبية إسلامية منها إيران، إلى الولايات المتحدة.

إعداد: سلام حسن – تحرير: معاذ الحمد