ذوو دخل محدود في حمص يجهدون لتأمين كميات قليلة من اللحوم لأطفالهم

حمص – نورث برس

يتجه موظفون وذوو دخل محدود في مدينة حمص، وسط سوريا، إلى شراء كميات قليلة من اللحوم الحمراء والبيضاء بعد ارتفاع أسعارها، بينما تغيب تلك الأغذية لأسابيع عن موائد عائلات أخرى.

ويواجه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية منذ أشهر وضعاً معيشياً صعباً يتمثّل في نقص حاد في الخبز والمحروقات، إلى جانب رفع الحكومة لأسعار تلك المواد الأساسية إثر صدور عقوبات جديدة في إطار قانون “قيصر” الأميركي.

وقال حماده حسون (36 عاماً)، وهو موظف حكومي بمدينة حمص، إنه يلجأ لشراء كميات قليلة من اللحوم، فهو “بالكاد” يستطيع تأمين كميات قليلة من احتياجات العيش الأساسية من خبز وغاز ومازوت وزيت وخضراوات.

وأضاف: “راتبي لا يكفي، لذا، كحال كل الموظفين، لا قدرة لي على شراء اللحوم، لأنها باتت تعتبر رفاهية.”

وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في مدينة حمص مجدداً قبل نحو أسبوعين، ليبلغ سعر الكيلوغرام من لحم الغنم 16 ألف ليرة سورية، في حين بلغ سعر الكيلوغرام من لحم البقر 14 ألف ليرة سورية.

وكانت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة قد حذرت، في حزيران/يونيو الماضي، من أن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9٫3 ملايين شخص إلى الغذاء الكافي.

وقالت أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر بعد تسع سنوات من الصراع المسلّح.

وقالت سوسن سروح (39 عاماً)، وهي موظفة حكومية، إنها تلجأ في أوقات متباعدة لشراء أوقية (200 غرام) من اللحم لتقسيمها على عدة طبخات.

وأشارت إلى أنها تحاول شراء الفروج مع بداية كل شهر، “لا أريد أن أُشعِر أولادي أنه لا قدرة لدينا على تناول اللحوم.”

ويباع الكيلوغرام من الفروج في محال مدينة حمص بسعر 3500 ليرة سورية.

ووصفت الموظفة أن الظروف الحالية هي “حرجة للجميع، الوضع اختلف جذرياً، وأعتقد أن الأمور لن تعود كما كانت، علينا أن نتأقلم.”

واشتكى سكان آخرون من أن أسعار اللحوم تختلف تسعيرتها من يوم لآخر، في ظل غياب شبه تام للرقابة والتموين.

وقال حميدان منصور (55 عاماً)، وهو صاحب محل لبيع اللحوم بمدينة حمص، إن محال بيع اللحوم “أصبحت خاوية من الزبائن قياساً بأي مرحلة سابقة.”

اقرأ ايضا: ارتفاع أسعار زيت الزيتون في حمص ومزارعون يرفضون اتهامهم بالجشع

وأشار إلى أن اللحوم باتت تكسد في أغلب الأحيان، دون أن يتمكّن من بيعها، “الوضع أصبح سيئاً، نحن نخسر، بضاعتنا تبيت لأيام.”

إعداد: آدم أفرام – تحرير: سوزدار محمد