ارتفاع أسعار زيت الزيتون في حمص ومزارعون يرفضون اتهامهم بالجشع

حمص – نورث برس

سجلت أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً ملحوظاً هذا العام في مدينة حمص، وسط سوريا، حيث ارتفعت لأكثر من الضعف بالنسبة لأسعار العام الفائت.

ويتراوح سعر وعاء زيت الزيتون (الذي يسع 20 لتراً) ما بين 85 ألف ليرة و 100 ألف ليرة سورية، في حين لم يتجاوز سعره العام الماضي 25 ألف ليرة.

لكن سليمان دلا (45 عاماً)، وهو مزارع من قرية “قرب علي” غرب حمص، قال لنورث برس إن الغلاء لم يكن بيد المزارعين، “وأرفض الحديث عن الجشع وأننا نستغل الناس، المعيشة ارتفعت الآن وارتفعت تكاليف كل شيء.”

وشكل ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وتكاليف السقاية وأجور المعاصر إلى جانب خسائر الحرائق، أبرز أسباب ارتفاع أسعار زيت الزيتون.

 وأشار المزارع إلى أن الدولار كان يعادل 500 ليرة العام الماضي، في حين تخطى حاجز ألفي ليرة سورية، وهو ما أدى لارتفاع تكاليف الإنتاج.

وأضاف: “وحتى الآن ننتظر تعويضات الحكومة لنا بسبب الخسائر”.

وكانت الحرائق قد اندلعت، الشهر الفائت، في مناطق عدة من الساحل السوري وحمص.

وبلغت المساحة المحروقة 8900  هكتار من الأشجار المثمرة و5500 هكتار من الأشجار الحراجية، وتضرر /2.1/ مليون شجرة مثمرة، وفقاً لتصريح وزير الزراعة محمد حسان قطنا لجريدة الوطن، شبه الرسمية.

ونقلت صحيفة الوطن، شبه الرسمية، آنذاك، عن عضو لجنة تجار ومصدري سوق الهال، أسامة قزيز، تأكيده أن الحرائق الأخيرة “سيكون لها تأثير على أسعار الزيتون وزيت الزيتون والحمضيات هذا الموسم.”

وأشار “قزيز” إلى أن الطلب ازداد بعد الحرائق بشكل ملحوظ على زيت الزيتون، نتيجة الخشية من ارتفاع سعره.

من جانبه، قال رماح زمام وهو صاحب معصرة في ريف حمص الغربي لنورث برس، إن هناك تسعيرتين لعصر الزيتون، أولاها بـ 65 ليرة سورية مقابل عصر كل كيلوغرام زيتون مع عرجون، وبـ 55 ليرة سورية بدون عرجون.

أما التسعيرة الثانية فتكون عينية، حيث يتم احتساب نسبة تتراوح بين 5% و 6% من الزيت الناتج عن العصر سواء مع عرجون أو دونه لصالح المعصرة، بحسب “زمام”.

وحول ارتفاع أجور عصر الزيتون ضمن المعاصر، أشار “زمام” إلى أن أجور العاملين وأجور النقل وصيانة وتكاليف وقطع تبديل المعاصر ارتفعت لعشرة أضعاف قياساً بالعام الفائت.

ويتخطى عدد معاصر الساحل السوري مع حمص وحماه 400 معصرة، حوالي ثلثها تقريباً تعمل بآلية الطرد المركزي، بينما تعمل البقية بطريقة معاصر الكبس الكلاسيكية، بحسب أصحاب معاصر في المنطقة.

وقال عامر فرح، وهو دكتور في كلية الزراعة بجامعة البعث بحمص، إن ارتفاع سعر الزيت يخضع للعرض والطلب، إلى جانب جودة المادة ونوعيتها.

ورأى “فرح” أنه رغم كل الحرائق التي شهدتها المنطقة “ولكن ما تبقى من أشجار زيتون أعطت نوعية ممتازة للغاية، لأن المبيدات الحيوية هذا العام كانت جيدة ومنعت إصابة الأشجار بالأمراض”.، على حد قوله.

وقال مصدر في وزارة الزراعة لنورث برس إن إنتاجية الزيتون هذا الموسم تفاوتت ما بين 15% و50%، بنسبة متباينة، امتداداً من أراضي ريف جبلة الشرقي وصولاً إلى قرى ريف حمص الغربي.

المصدر نفسه أشار إلى أن موسم قطاف الزيتون الفعلي تأخر لأكثر من شهر، بسبب تأثير موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة على زهر الزيتون، وبالتالي تأخر قطاف المادة، إلى جانب الحرائق التي التهمت آلاف الدونمات والأشجار.

إعداد: آدم أفرام- تحرير: سوزدار محمد