شروط معقدة لدخول سوريين إلى تركيا “تفتح باباً للسماسرة”

إسطنبول ـ نورث برس

قالت مصادر مهتمة بأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، الاثنين، إن الشروط المعقدة التي تفرضها الحكومة التركية على السوريين الراغبين بدخول أراضيها، فتحت الباب أمام السماسرة والذين يتقاضون بدورهم مبالغ طائلة وبالدولار.

وتقول إحصاءات رسمية تركية إن نحو /4/ ملايين سوري يعيشون في تركيا.

واشترطت الحكومة التركية مؤخراً على السوريين الراغبين بالدخول إلى أراضيها الحصول على “الفيزا”، “حيث باتت لا تمنح لهم إلا بصعوبة كبيرة.”

وفرضت تركيا منذ بداية عام 2016، التأشيرة على السوريين الراغبين بدخول أراضيها، للحد من ارتفاع أعداد اللاجئين، ما زاد من معاناة السوريين.

وقال أحد السوريين ويدعى “همام الشامي” يقيم في غازي عينتاب، لنورث برس، إن “أحد أفراد عائلتي يريد الدخول إلى تركيا، لكن مسألة الحصول على الفيزا يحتاج لإجراءات معقدة.”

وأضاف: “أو عليك أن تدفع مبلغ 300 أو 3500 دولار من أجل الحصول عليها، يضاف إليها مصاريف الطيران ومصاريف أخرى.”

وأعرب “الشامي” عن استغرابه من قبول الحكومة التركية إنعاش سوق السماسرة من دون إيجاد حل خاصة بالنسبة للسوريين، على حد تعبيره.

وأعلنت سلطات عدة ولايات تركية خلال الفترة الماضية، عن حملة جديدة ضد اللاجئين السوريين، بهدف التحقق من الوثائق الثبوتية التي يملكونها ومن عناوين سكنهم.

ويأتي ذلك في إطار الضغط المتواصل على اللاجئين السوريين من قبل السلطات التركية.

وعدد “إياد الحلبي” لاجئ سوري، يقيم في إسطنبول لنورث برس، شروط الحصول على الفيزا.

وقال: “يجب أن يتم دعوة الشخص الراغب بالدخول لتركيا عن طريق شخص تركي، ويكون للأخير رصيد بالبنك ودخله جيد، بالإضافة لشروط أخرى معقدة.”

وأضاف “الحلبي” أن “الكثير من الأتراك يرفضون المساعدة والتدخل في أمور توجيه الدعوة للسوري من أجل حصوله على الفيزا.

وبعضهم يطلب من السوري التوجه إلى أحد مكاتب السماسرة لتسهيل أموره، “وفي كثير من الأحيان يكون السمسار متعاملاً مع الشخص التركي ذاته”، بحسب “الحلبي”.

وأشار “الحلبي” إلى أنه توجه صوب أحد المحامين العاملين في تركيا من أجل مساعدته في الحصول على فيزا دخول لأحد أقاربه.

ولكن المحامي أخبره أن تكاليف هذا الأمر مرتفعة جداً تصل إلى حدود 3500 دولار، ونسبة نجاحها ضئيلة جداً وربما يأتي الرد بالرفض.

وقال قيس الحسن، وهو ناشط حقوقي يقيم في إسطنبول، إن “مشكلة حصول السوريين على فيزا لدخول الأراضي التركية، أصبحت باب ربح للسماسرة معقبي المعاملات والذين يتعاملون حتى مع الأتراك للتنسيق فيما بينهم لاستخراج الأوراق.”

وحاول الكثير من السوريين التوجه صوب الشمال السوري للدخول إلى تركيا، لكن العديد من الحالات دفعت مبالغ طائلة للمهربين ومنهم من تعرض للاعتقال، وآخرين للقتل برصاص حرس الحدود.

وقال “الحسن”: لا بد من إيجاد حل لهذا الأمر، حيث أن كثيراً من الأسر السورية لا يمكنها الوصول لتركيا إلا عبر المطار، ومن الصعوبة عليها التوجه للشمال السوري والدخول عن طريق التهريب.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد