سكان في السويداء يتهمون لجان حكومية “بسرقة” مخصصات مازوت التدفئة وبيعها بالسوق السوداء
السويداء – نورث برس
يتهم سكان في السويداء، جنوبي سوريا، لجان حكومية بسرقة مخصصات مازوت التدفئة وبيعها في السوق السوداء وسط تخوفات من ارتفاع سعر المازوت خلال موسم الشتاء الحالي.
وتقول معظم العائلات في المدينة وريفها إنها تخشى من عدم تمكنها من الحصول على الـ 200 لتر المخصصة كدفعة أولى، جراء تضاءل نسب التوزيع وانخفاض الكميات الواردة من دمشق، خاصةً أنها لم تحصل على الدفعة الثالثة من مازوت التدفئة في الموسم الماضي.
وقال زيد المتني (49 عاماً)، من سكان مدينة السويداء، لنورث برس، إنهم في حالة ترقب وانتظار لصهاريج لجان التوزيع، وأن المشكلة مرتبطة بمحافظ السويداء والجهات الحكومية.
وأضاف أن المشكلة مستمرة رغم دخولهم شهر تشرين الثاني/نوفمبر، “ليس هناك إحساس بالمسؤولية أو نية جدية لدى الحكومة في توزيع مخصصات مازوت التدفئة.”
ويقول سكانٌ في المحافظة إن اللجانَ الحكومية التي تنتمي غالبية أعضائها لفرق حزب البعث، تقوم بتوزيع المازوت، بطرق ملتوية، على بعض الأحياء التي يقطنها متنفذون في السلطة.
وأشار “المتني” إلى أن الفساد الحاصل داخل اللجان الحكومية والمحسوبيات والرشى المالية والسرقات حالت دون توزيع المازوت عل جميع العائلات في المحافظة.
واتهم أعضاءَ اللجان ببيع مخصصات المازوت في السوق السوداء عبر سماسرة مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بمتنفّذيين ومسؤولين حكوميين، بحسب قوله.
ويتحدث سكان في السويداء عن طبقة جديدة من محدثي النعمة في المدينة وريفها كانوا أعضاءً في لجان تنفيذية حكومية في المحافظة.
فوضى التحطيب
في سياقٍ آخر، قال رافي الجرمقاني (58 عاماً)، من سكان مدينة شهبا بريف السويداء، إن أسعار الحطب المخصص للتدفئة ارتفعت مؤخراً لتصل إلى 195 ألف ليرة سورية للطن الواحد.
وأرجع ارتفاع أسعارها إلى الضبابية والغموض اللذين يكتنفان توزيع مخصصات مازوت التدفئة هذا الشتاء.
وأضاف أن تأخر توزيع المازوت مع دخول فصل الشتاء شهره الثاني ينذرُ بإمكانية رفع سعر لتر مازوت التدفئة المدعوم من قبل الحكومة.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يدفع بتجار الأزمات إلى القيام بعمليات احتطاب واسعة تطال الأشجار الحراجية في عموم جبال وتلال السويداء الشرقية، “وقد تطال المحميات منها أيضاً.”
وأضاف أن بعض العائلات أيضاً قد تلجأ مجبرةً إلى تحطيب الأشجار، كونها غير قادرة على شراء المازوت المتوفر في الأسواق السوداء، “حيث يبلغ سعر 200 لتر حر من المازوت ما يقارب 140 ألف ليرة سورية.”
“محسوبيات” وشحٌّ في المخصصات
وقال محمود أبو جهجاه (47 عاماً)، من سكان حي الجلاء في مدينة السويداء، إن صهاريج متعاقدة مع اللجان الحكومية قامت بتوزيع الدفعة الأولى “بإشراف الفرق الحزبية البعثية.”
وأضاف أن الدور لم يصل بيته، وأن اللجان أخبرته أن الكمية قد نفدت وأنهم سيستكملون التوزيع في اليوم التالي، “ولكن حتى يومنا هذا لم يتم توزيع لتر واحد من المازوت على باقي البيوت.”
واتهم لجان التوزيع باتباع أساليب “الواسطة” و”المحسوبيات”، واعتبر المسؤولين عن التوزيع “منعدمي الضمير.”
من جهته، قال أحد المسؤولين الحكوميين بالسويداء، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الكمية الموزعة لم تتجاوز نسبة 20 ٪ بالرغم من أن التوزيع بدأ منذ السابع عشر من أيلول/سبتمبر الفائت.
“عدد الأسر التي حصلت على مخصصاتها حتى الآن تجاوز 20 ألف أسرة من أصل 130 ألف أسرة في المحافظة.”
وأضاف المسؤول في فرع شركة مؤسسة المحروقات بالسويداء، أن الكميات الواردة من مادة المازوت إلى المحافظة يومياً تصل إلى 13 دفعة منها خمس للتدفئة.
وشدد على أنه وفقاً للكميات الواردة إلى السويداء، فإن كثيراً من الأسر لن تحصل على مخصصاتها حتى منتصف الشتاء، بحسب قوله.
وقال إن المحافظة بحاجة ماسة إلى زيادة مخصصاتها لإيصال 200 لتر لكل الأسر قبل حلول برد الشتاء.
ولفتَ إلى أنه خلال اجتماع لجنة المحروقات المركزية بالمحافظة منذ أسبوع، تمت مطالبة محافظ السويداء الجديد بضرورة زيادة طلبات مازوت التدفئة اليومية الواصلة إلى المحافظة كحدٍّ وسطي إلى 12 دفعة عدا تلك المخصصة للدوائر الخدمية.
وكان سكان في حي المهندسين بالسويداء قد ضبطوا في السابع من تموز/يوليو 2019 خزاناً يحوي 150 ألف لتر من المازوت كانت ملكيته تعود لأحد أعضاء اللجان الحكومية، حيث كان يقوم ببعيها في السوق السوداء بالتواطؤ مع صاحب محطة وقود في المدينة.
وأضاف سكان أنهم بالرغم من إبلاغ الجهات الحكومية بمكان تواجد الخزان، إلا أنها لم تحرك ساكناً إلا بعد مضيّ أسبوع على البلاغ والشكوى المقدمة.
ومع انقطاع عمليات توزيع مازوت التدفئة على القسم الأعظم من السكان، تقول مصادر محلية لنورث برس، إن هناك معلومات عن نية جهات محسوبة على الحكومة بتوزيعه في بعض الأحياء، و”لكن بالسعر الحر.”