واشنطن تعلن موافقتها على بيع طائرات مسيرة لتايوان لمواجهة تهديدات بكين

قامشلي ـ نورث برس

وافقت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، على بيع تايوان أربع طائرات مسيرة مسلحة من طراز “إم ـ كيوـ 9 ريبر”.

وتبلغ قيمة الصفقة /600/ مليون دولار أميركي، وتهدف لتعزيز القدرات الدفاعية للجزيرة في مواجهة تهديدات بكين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ “هذه الصفقة التي ستثير حتماً غضب بكين تصبّ في إطار الجهود المتواصلة لتايوان لتحديث قوّاتها المسلّحة والحفاظ على قدرات دفاعية ذات صدقية.”

كما وتعزّز هذه الصفقة الاستقرار السياسي والتوازن العسكري في شرق آسيا، بحسب بيان الخارجية الأميركية.

ومنتصف الشهر الماضي، قالت مصادر أميركية لرويترز، إن مسؤولين أبلغوا الكونغرس، بأن إدارة ترامب تخطط لبيع طائرات مسيّرة من طراز “MQ-9” ونظام صاروخي دفاعي ساحلي إلى تايبيه.

وقالت الصين، إن الولايات المتحدة تقوض السلم والاستقرار في مضيق تايوان بشكل “خطير”، وذلك بعدما أبحرت مدمرة أميركية عبر المضيق في ظل تصاعد التوتر بين بكين وتايبه.

“صين واحدة”

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأت الصين تدريبات قتالية قرب مضيق تايوان، وطالبت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بالالتزام بمبدأ “صين واحدة”.

كما دعت حينها، للتوقف فوراً عن إجراء فعاليات مشتركة رسمية بين واشنطن وتايوان، وتعهدت بالرد بشكل مناسب على الخطوات الأميركية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، في مؤتمر صحفي حينها، إن “الصين تعارض بشدة أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان. وهذا الموقف واضح وثابت.”

وشدد ون بين على أن “الصين ستتخذ إجراءات رد ضرورية في ضوء تطور الوضع” في سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر أيضاً، ذكرت رويترز أن ما يصل إلى سبعة أنظمة أسلحة رئيسية كانت تشق طريقها إلى تايوان عبر عملية التصدير الأميركية.

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه، في العام، 1979، واعترفت بسيادة بكين على الجزيرة.

لكن واشنطن لا تزال حليفاً رئيسياً لتايبيه ومزوّدها الرئيسي بالأسلحة، وهي ملزمة من قبل الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتضمن قدرتها على الدفاع عن نفسها.

تحسن العلاقات

وتحسّنت العلاقات بين تايبيه وواشنطن بشكل إضافي في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بينما تدهورت علاقات بلاده مع الصين، على خلفية قضايا عدة.

وأصبح ترامب أول رئيس أميركي يجري اتصالات مع رئيس لتايوان منذ 1979، عندما اتصلت به تساي لتهنئته.

وضاعفت إدارة ترامب مبيعات المعدات العسكرية المتطورة إلى الجزيرة بما في ذلك بيعها مقاتلات الصيف الماضي.

وتعتبر بكين تايوان جزءاً من أراضيها وتعهّدت مراراً بانتزاعها بالقوة إذا لزم الأمر.

كما أنّ واشنطن ومعها عواصم عديدة تعتبر هذا الممرّ البحري جزءاً من المياه الدولية مما يعني أنّ الملاحة فيه مفتوحة أمام الجميع.

تحذير لواشنطن

وحذّرت الصين الولايات المتحدة، في آب/ أغسطس الماضي، من “اللعب بالنار” بشأن قضية تايوان.

وجاء ذلك بعدما اختتم مسؤول أميركي كبير زيارة غير مسبوقة للجزيرة بالإشادة بالرئيس السابق لي تنغ-هوي الذي كان على خلاف مع بكين.

واتهمت بكين واشنطن “بتعريض العلاقات الأميركية الصينية للخطر بشكل كبير وكذلك السلام والاستقرار في مضيق تايوان” الذي يفصل بين الصين والجزيرة.

وفي أيار/ مايو الماضي، استنكرت الصين، تهنئة الولايات المتحدة، لرئيسة تايوان، تساي إنغ ون، على تنصيبها واصفةً الخطوة بـ”الخطيرة للغاية”.

وخطوة التنصيب، أعادت جزيرة تايوان والتي تحكم ذاتياً إلى مصدر توتر جديد بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم (الصين وأميركا).

وكالات ـ تحرير: معاذ الحمد