حملات التبرع في السويداء لمتضرري الحرائق في الساحل.. فعل إنساني أم تملّق؟
السويداء – نورث برس
تباينت آراء ناشطين ووجهاء في السويداء، جنوبي سوريا، حيال حملات التبرع لمتضرري الحرائق في الساحل السوري وحمص مؤخراً.
ووصف البعض المبادرات بأنها “فعل إنساني”، بينما انتقد آخرون تدخل فرع حزب البعث واللجان الحكومية التي جعلت الأمر يبدو كـ”تمسيح جوخ” في إشارةٍ إلى التملّق للحكومة.
وكانت مناطق الساحل وريف حمص الغربي قد شهدت، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، حرائق تسبّبت في إتلاف آلاف الهكتارات مِن المساحات الحراجية والزراعية.
وكانت الحكومة السورية قد خصصت مليارين و/370/ مليون ليرة لمتضرري حرائق الساحل، الأمر الذي لقي انتقادات من ناشطين بحكم أن مناطق أخرى في سوريا واجهت نوائب أقسى ولم يتم مساعدتها حكومياً.
“واجب أخلاقي”
وشددت مشيخة عقل المسلمين الموحدين (الدروز) على تضامنها مع أبناء الساحل السوري وحمص جراء الحرائق غير المسبوقة التي سببت لهم أضراراً كبيرة.
وقال حمود حناوي، شيخ عقل المسلمين الموحدين (الدروز) لنورث برس، إن “التبرع في الملمات واجب أخلاقي.”
وفي رده على الأصوات المطالبة بأولوية التبرع لمتضررين وذوي دخل محدود في السويداء نفسها، أضاف أن دار الطائفة تتبرع لجميع من يحتاجون مد يد العون، “وهذا ما نعمل عليه كمشيخة عقل.”
كما ذكر “حناوي” أن بإمكان أي شخص أن يراجع القسم المالي في مقام عين الزمان، ليطّلع على كشوفاته، “إذا أراد أن يعرف كيف تصرف أموال الوقف ولمن.”
“/60/ مليوناً”
وكان ماهر شرف الدين، وهو ناشط معارض، قد كتب على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك: “المعلومة التي وصلتني تفيد أن /60/ مليون ليرة على الأقل خرجت من مال الوقف الدرزي لصالح حملة التبرّعات.”
كما عبر ناشطون من السويداء عن صدمتهم من حملة التبرعات، واعتبروا أن الكوارث تحتم حالة طوارئ وطنية تستدعي تضامناً إنسانياً وشعبياً عفوياً دون تمييز.
لكنهم رأوا أن التعامل مع متضرري الحرائق في البلاد جرت وفق المثل الشعبي “خيار وفقوس”، في إشارةٍ إلى دعم وتعويض في مناطق دون غيرها.
وكانت الحرائق قد اندلعت خلال أيار/مايو الماضي في مناطق بمحافظة السويداء، ما أدى لأضرار فادحة في المحاصيل الزراعية وتسبب بخسائر للمزارعين.
ورفض أحد “مشايخ الكرامة” في المنطقة الشرقية من السويداء التعليق أو إعطاء موقف لحركة الكرامة بخصوص التبرعات: “ما عنا جواب.”
وعلّل ذلك بقوله: “في موضوع التبرعات، لا نملك سلطةً للموافقة أو المنع، وعندما نتبرع نتحمل المسؤولية.”
“جهات حكومية”
لكن سامر دنون، وهو من سكان منطقة شهبا وناطق باسم منظمة “بيتي أنا بيتك” للعمل المدني، قال لنورث برس إن ما أصاب الساحل السوري “جدير بالمساعدة.”
واعتبر أن المساعدة واجب ورسالة إنسانية مهمة خارج الإطار الحكومي، تأتي قيمتها من إطارها العفوي والشعبي الطوعي.
وتأسست جمعية “بيتي أنا بيتك” عام ٢٠١١ لتبدأ عملها مع بدء قدوم النازحين إلى محافظة السويداء عام ٢٠١٢.
ويرى “دنون” أن المساعدات عابرة لخطوط الصراع وحساسيات الحرب.
“اقترحنا إرسال مساعدات لمتضرري الحرائق، لكن حين تبنى فرع حزب البعث ومجلس المدينة والمخاتير هذا الموضوع ، أوقفنا الفكرة خشية أن يُفهم عملنا الإغاثي على أنه تمسيح جوخ.”
وأضاف: “واجب السلطة أن تقدم الدعم وتعوض الناس بالاستناد إلى مفهوم الدولة والحالة التعاقدية بينها وبين المجتمع.”