خطة حكومية لتعويض متضرر ي حرائق الساحل ..ونشطاء: ماذا عن حرائق الجزيرة؟
نورث برس
قالت وكالة سانا الحكومية، الثلاثاء، إن الحكومة السورية أقرت خطة “متكاملة” لتعويض المتضررين من الحرائق في اللاذقية وطرطوس وحمص ومنطقة الغاب.
ويأتي قرار الحكومة السورية بعد خمسة أيام من إصدار الرئيس السوري قراراً بصرف مبلغ /10/ مليون ليرة لكل قرية متضررة.
وكان قرار الرئيس السوري قد أثار حينها، انتقادات من نشطاء سوريين اعتبروه تمييزاً بين أبناء البلد الواحد خاصة أن متضرري الجزيرة من جراء احتراق محاصيلهم العام الماضي لم يتم تعويضهم.
تعويض للمرة الثانية
وأضافت “سانا” أن الخطة تهدف إلى تمكين المتضررين من إعادة زراعة أراضيهم واستثمارها من جديد وتثبيتهم فيها.
وتتضمن الخطة وفق “سانا” تقديم دعم مادي للفلاحين عن كامل قيمة الموسم المتضرر نتيجة الحرائق ،/50/ بالمئة منه العام الحالي، و25 بالمئة خلال العامين القادمين.
وأضافت “سانا” أن الحكومة قررت ترميم المنازل المتضررة وتقديم دعم للفلاحين تعويضاً عن الأبقار النافقة جراء الحرائق يتضمن إعفاءهم من نصف قيمتها.
وكانت الحرائق قد اندلعت في الثامن من الشهر الجاري، في بانياس بريف طرطوس والمزيرعة بريف اللاذقية وقلعة قحطان في جبلة وأدت إلى نزوح آلاف المدنيين.
وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة /79/ آخرين فضلاً عن تشرّد نحو /25/ ألف شخص جراء الحرائق.
وأشارت إلى أن الحكومة ستمنحهم قروضاً دون فوائد وبأقساط ميسرة وتخصيص /59/ آلية هندسية ثقيلة لإعادة تأهيل الأراضي.
وكشفت تحقيقات أجرتها الحكومة السورية عن أن بعض الحرائق التي شهدها الساحل السوري خلال شهر أب أغسطس الماضي، “مفتعل.”
“حرائق مفتعلة”
واتفق معارضون سوريون مع ما ذهبت إليه الحكومة السورية من أنها مفتعلة، ولكنهم حمّلوا أطرافاً مختلفة تقف وراء الحرائق “لأهداف استراتيجية.”
وكان عبد المنعم الموسى، المختص بالشأن الخدمي والإغاثي، ويقيم في غازي عينتاب، قد صرح في وقت سابق لنورث برس بأن “الهدف من الحرائق خلق مناخ سياسي واقتصادي جديد.”
وأضاف أن الهدف الأبرز ، هو “الضغط على أهالي المنطقة الساحلية للرضوخ أمام العصابة الحاكمة.”
وكشفت الحكومة السورية أن عدد القرى المتضررة يصل إلى /252/ قرية وعدد المتضررين 18700 والمساحات المتضررة 8900 هكتار.
“تمييز بين السكان”
وكانت الحكومة السورية قد أقرت الأسبوع الماضي بتعويض كل قرية متضررة من الحرائق بقيمة /١٠/ مليون ليرة سورية بعد توجيه من الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن نشطاء مدنيين من الجزيرة انتقدوا ما وصفوه بـ”التمييز بين أبناء الوطن الواحد”، من جانب الحكومة التي لم تعوض سكان الجزيرة حينما التهمت النار سنابلهم العام الفائت.
وكتب الناشط المدني غاندي سعدو “… على ما يبدو أن أنين الجزراويين لم يصل يوماً إلى دمشق.”
واعتبر سعدو أن هذا التصرف لا يمكن أن يوضع إلا ضمن خانة #التمييز بين أبناء الوطن الواحد، على أساس الطائفة والجغرافية والإيديولوجية.
وأضاف: “كما تألمت قلوبنا على حرائق الجزيرة، تألمت على حرائق الساحل، لكن ألمنا الأكبر سيبقى على وطن لم يرنا أبناءً له يوماً.”
مرسوم إضافي
في غضون ذلك أصدر الرئيس السوري، مرسوما يعفي المتضررين من فوائد وغرامات تأخير القروض الممنوحة سابقاً من المصرف الزراعي التعاوني.
ويشمل المرسوم المتضررين من الحرائق التي اندلعت من( 8– 12) الشهر الحالي في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية، إضافة إلى الحرائق التي شهدتها حماة من 31 آب/أغسطس وحتى 11أيلول/ سبتمبر.
كما يقضي المرسوم بإعادة جدولة أرصدة رأسمال القروض بتاريخ نفاذه ولغاية عشر سنوات على أقساط متساوية، على أن يستحق القسط الأول في الأول من آب/ أغسطس القادم.