محلل روسي يستبعد إقدام تركيا على أي عمل عسكري شمال شرقي سوريا

إسطنبول ـ نورث برس

استبعد دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، السبت، إقدام تركيا على أي عمل عسكري شمال شرقي سوريا.

وقال إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة بهذا الخصوص “ليست إلا لابتزاز سوريا، وأنقرة لا يمكن أن تتجرأ على إغضاب موسكو.”

وكان أردوغان هدد بعملية عسكرية شمال شرقي سوريا في حال لم يتم إرجاع من وصفهم بـ “الإرهابيين” إلى الحدود المتفق عليها.

وقال الأربعاء الماضي، إنه “إذا لم يتم الوفاء بوعود إخراج الإرهابيين من الخطوط التي حددناها في سوريا، فلدينا الحق في إخراجهم متى أردنا.”

وربط المحلل الروسي مجريات الأحداث الدائرة بما يجري حالياً في إقليم “قره باغ” والصراع الدائر بين أذربيجان المدعومة من تركيا، وأرمينيا المدعومة من روسيا.

وقال “كوركودينوف” لنورث برس، إن “الوضع الناشئ في منطقة الصراع الأرمني الأذربيجاني، حيث تلعب تركيا دوراً رائداً، يشكل أساساً لقبول كلام أردوغان بنوع من الريبة.”

ولكن، وبحسب المحلل السياسي، “على الأقل حتى الآن، لا يواجه التحالف الأذربيجاني التركي أي مقاومة جدية من روسيا في قره باغ.”

وبناءً على ذلك ليس لدى أنقرة سبب “لإغضاب” موسكو وخلق مشاكل إضافية لها طالما أن باكو تتمتع بمزايا على خط المواجهة، بحسب “كوركودينوف”.

وأضاف أنه “مع ذلك يمكن أن يتغير الوضع بشكل كبير إذا ساعدت روسيا القوات الأرمينية في تحقيق نجاح استراتيجي في منطقة الصراع.”

كما يمكن أن يغير هذا بشكل جذري تجاه الأعمال العسكرية في قره باغ، “وهو ما يتعارض تماما مع خطط باكو وأنقرة.”

ولذلك، فإن كلام الرئيس التركي عن استعداده لشن عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا، هو نوع من الابتزاز بهدف جعل موسكو أكثر استيعاباً على الجبهة الأرمنية الأذربيجانية”، بحسب المحلل الروسي.

وأشار إلى أن “روسيا مهتمة للغاية بعدم بدء تركيا حملة عسكرية جديدة في شمال شرقي سوريا دون حل مشكلة ضمان النظام في شمال غرب سوريا.”

بالإضافة إلى ذلك، لا تريد موسكو إفساد علاقاتها مع قوات سوريا الديمقراطية، بحسب “كوركودينوف”.

وأكد المحلل الروسي أن “أردوغان لن يخاطر بشن هجوم عسكري من قبل حليفه عبر القوقاز ويعرضه لخطر الوقوع تحت الهجمات الروسية، كما أن تركيا لا تزال لديها رغبة كبيرة في بسط سيطرتها على مدينتي تل رفعت ومنبج، وروسيا تفهم هذا جيداً.”

ويرى “كوركودينوف” أن “موسكو سيكون أمامها مهام جديدة من أهمها الحفاظ على الحياد بشكل أساسي من جانب قوات سوريا الديمقراطية، لذلك ستُخلق عقبات كبيرة أمام العملية العسكرية التركية الجديدة.”

وبالتوجه صوب مناطق فصائل المعارضة المسلحة السورية التابعة لتركيا، قالت عدة مصادر مقربة من تلك الفصائل لنورث برس، أنه “لا يوجد أي معلومات حول أي تحركات عسكرية تجاه شمال شرقي سوريا.”

ورأت المصادر أن “تصريحات أردوغان الأخيرة وتهديداته هي رسائل مزدوجة تحمل تطميناً لفصائل المعارضة.”

كما تحمل رسالة “لروسيا بأنهم مازالوا متواجدين في منطقة إدلب ويدافعون عنها، وأن تركيا جادة في استعادة تلك المناطق سواء من قوات سوريا الديمقراطية أو حتى من قوات النظام” بحسب المصدر المقرب من الفصائل المسلحة.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد