مصادر سورية معارضة: الاستهداف الروسي لفيلق الشام كبح لجماح تركيا في سوريا وأذربيجان

إدلب ـ نورث برس

قالت مصادر سورية معارضة وأخرى مقربة من فصائل المعارضة السورية العسكرية (الجيش الوطني)، الثلاثاء، إن الضربة الجوية الروسية التي طالت معسكراً تدريبياً لفيلق الشام، تحمل رسائل روسية متعددة للجانب التركي، لكبح جماحها في العديد من الملفات وعلى رأسها الملف السوري وملف أذربيجان.

وقال عبد الناصر حوشان، وهو حقوقي سوري، إن “توقيت الضربة يعطي انطباعاً بأنها رسالة متعددة الأوجه، فهي رسالة إلى تركيا وفصائل المعارضة السورية بوجوب التخلي عن فكرة المطالبة بدستور جديد والتخلي عن طرح اللجنة الدستورية.”

وكذلك هي رسالة خاصة لتركيا من روسيا وإيران وفرنسا المتحالفة مع أرمينيا، لدفعها لوقف عمليات الجيش الأذربيجاني في إقليم قره باغ، بحسب ما قال “حوشان” لنورث برس.

كما يمكن اعتبارها رسالة للمجتمع الدولي، حيث يرى الحقوقي السوري، أنها تؤكد “رفض النظام التخلي عن السلطة تحت أي ظرف كان، ووجوب التوقف عن التدخل في الشأن السوري.” 

وعن السيناريوهات المتوقعة، قال “حوشان” إن “كل ذلك سيؤدي إلى خلط في الأوراق وتشنج الأوضاع على الأرض وعودة أزمة الأعمال العسكرية التي ستقلق الأمم المتحدة.”

وما سبق يستدعي بحسب الحقوقي السوري، استنفاراً دولياً لضبط الوضع الذي سيأخذ وقتاً طويلاً “مما يسمح للنظام بتمرير الوقت وإقامة الانتخابات الرئاسية في منتصف العام المقبل دون وصول اللجنة الدستورية إلى صياغة دستور جديد أو تعديله.”

وصباح الاثنين، استهدفت الضربات الروسية معسكراً تدريبياً لفصيل فيلق الشام التابع للجبهة الوطنية للتحرير في جبل الدويلة بمنطقة كفر تخاريم شمال غربي إدلب، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر الفيلق.

وقال ناجي مصطفى المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير في تصريحاتٍ صحفية إن “الرد سيكون قاسياً”، وأن فصائلهم بدأت باستهداف مواقع القوات الحكومية والروسية. 

ومساء أمس، ذكرت مصادر مقربة من الجيش الوطني لنورث برس، أن “الفصائل العسكرية استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة تجمعات قوات النظام السوري في بلدة شطحة بريف حماة الغربي رداً على استهداف معسكر تدريب فيلق الشام.”

وأشارت المصادر إلى أن “التصعيد المتدرج الروسي يهدف إلى اجتياح المحرر.”

والغاية منه وفقاً لما تعتقده روسيا في حال بسط نفوذ الدولة السورية على الأرض، “سيخلق لهم فرص اقتصادية والتي من خلالها يتم دفع مستحقات الحرب السورية والانتقال إلى مرحلة إعادة إعمار سوريا، والتي من خلالها يتم الالتفاف على مقررات مجلس الأمن الدولي”، بحسب المصادر.

وأشارت المصادر إلى أنه سيتم إيصال سلاح نوعي لتغيير المعادلة مرحلياً وإيصال رسالة إلى موسكو مفادها أن تركيا قادرة على فرض واقع عسكري جديد، والذي من خلاله يحقق نوع من توازن القوة العسكرية.”

لكن سيقتصر الرد على مضمون رسائل متبادلة عبر الجغرافيا السورية، بحسب المصدر المقرب من الجيش الوطني.

وتزامنت الضربة الروسية مع تحركات للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، الذي زار دمشق قبل أيام، بخصوص مسألة اللجنة الدستورية.

كما أجرى وفد تركي زيارة إلى موسكو لبحث ملف القضية السورية وعلى رأسها منطقة إدلب واستمرار الخروقات الروسية لاتفاق وقف إطلاق النار.

وكانت انسحبت القوات التركية من نقطة المراقبة في مورك بريف حماة، ومن المقرر أن تنسحب من عدة نقاط أخرى محاصرة من قبل القوات الحكومية، بحسب ما ذكرت مصادر محلية.

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد