شرق المتوسط.. تركيا تلغي المناورات والتدريبات شرق المتوسط استباقاً لأي ضغط أوروبي

إسطنبول ـ نورث برس

أعلنت مصادر أمنية ودبلوماسية تركية، قبل يومين، عن إلغاء المناورات والتدريبات شرق المتوسط، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها تستبق أي تحرك أوروبي للضغط على تركيا بعد سياسة التصعيد التي اتبعتها مؤخراً.

وذكرت مصادر إعلامية تركية رسمية أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو، ينس ستولتنبرغ، أعلن عن إلغاء تركيا واليونان للمناورات العسكرية التي كانت مقررة شرق المتوسط الأسبوع المقبل.

وأعرب أمين حلف الناتو عن ترحيبه بهذا القرار. وأشار إلى أن الموقف التركي بدأ يتسم بـ”المرونة”، من دون ذكر الأسباب التي دعتها لذلك.

واكتفى بالتأكيد على أن القرار يعد “خطوة صائبة لمنع وقوع صدامات وحوادث غير مرغوبة”، على حد وصفه.

وقالت مصادر أمنية تركية، إن قرار إلغاء المناورات جاء بناء على مقترح من تركيا، “انطلاقاً من رؤيتها لحل الخلافات عبر الحوار على أرضية حسن الجوار.”

وتزامن إعلان أمين حلف الناتو عن إلغاء المناورات التركية اليونانية شرق المتوسط، مع إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن بلاده اقترحت إلغاء المناورات شرق المتوسط وكان هناك تجاوباً من الناتو واليونان لهذه المطالب.

وقال جواد غول، وهو صحفي مختص بالشأن التركي، يقيم في إسطنبول، إنه “من الواضح أنه تنازل تركي جديد شرق المتوسط، خاصة وأنه سبق ذلك إعلانها أنها مستعدة للحوار.”

وأضاف “غول” في حديث لنورث برس: “كلها رسائل واضحة بأن تركيا بدأت ترضخ للضغط الأوروبي تفاديا لأي عقوبات قادمة.”

وستقدم تركيا في قادمات الأيام، بحسب “غول”، المزيد من التنازلات، ليس في ملف شرق المتوسط بل في ملفات أخرى سواء في ليبيا أو سوريا أو حتى أذربيجان.

وقد ألمح الرئيس أردوغان في تصريحاته أمس الجمعة، إلى أن بلاده “تريد الحلول السلمية في كل هذه الملفات.”

وألمحت تركيا أنها تريد من الأطراف المتدخلة في ملف شرق المتوسط وخاصة حلف الناتو، بعد الموافقة على إلغاء المناورات البحرية هناك، استكمال الإجراءات الأخرى التي تنادي بها، في إشارة إلى ضرورة أن يكون هناك تقسيم عادل لمناطق الصلاحية البحرية.

وقال رجب مندريس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسراي التركية، إنه “من مصلحة تركيا كسب ود جميع الأطراف، وبدء تقديمها تلك التنازلات ينذر بخشيتها من أن تخسر كل شيء وأن تصبح معزولة دولية.”

ومن الواضح، بحسب “مندريس”، أنها بدأت ترى أيضاً أن “سياسة تصفير المشاكل هي الأنجح وليس سياسة التحدي والتعنت التي انعكست سلباً على بيتها الداخلي وأقصد هنا الضغط الاقتصادي.”

وأضاف “مندريس” لنورث برس: أن “لهجة التصعيد بدأت حدتها ترتفع خاصة بعد التدخل الألماني ومن ثم الأميركي، ووصف التحركات التركية بأنها استفزازية.”

وكل ذلك عوامل ضغط أوقفت الرغبة التركية بالتمدد أكثر شرق المتوسط، بحسب “مندريس” الذي يعتقد أن “ورقة العقوبات ستبقى مرفوعة بوجه تركيا خشية من عودتها لسياسة التصرفات الأحادية الجانب.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد