مزارعو قطن في الرقة يشتكون من تدني أسعار شراء محاصيلهم
الرقة – نورث برس
يشتكي مزارعون في ريف الرقة، شمالي سوريا، مما وصفوه باستغلال التجار عدم شراء الإدارة الذاتية لمحصول القطن لهذا العام.
ويقول هؤلاء المزارعون إن الأسعار التي يعرضها التجار لشراء المحصول لن تغطي تكاليف إنتاجه، وهو ما سيدفعهم للعزوف عن زراعته في المواسم القادمة.
وكانت الإدارة الذاتية قد تراجعت عن رغبتها في شراء محصول القطن، هذا العام، بعد رفض منسقية اتحاد الفلاحين، تسعيرة مقترحة من شركة تطوير المجتمع الزراعي.
وقال أسعد العرودة (٣٩ عاماً)، وهو مزارع من قرية رويان، /30/ كم شمال مدينة الرقة، إن امتناع الإدارة الذاتية عن استلام محصول القطن من المزارعين “جعلهم ضحية لابتزاز التجار.”
وأضاف: “تتراوح الأسعار التي يعرضها التجار بين /٥٠٠/ و/٧٠٠/ ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وهذا السعر متدني جداً مقارنة بالمصاريف التي تكبدناها خلال الموسم.”
ولفت “العرودة” إلى أنه سيتعرض لخسائر في حال تحمّل تكاليف شحن إنتاج /٣٠/ دونماً زرعها بالقطن إلى خارج مناطق الإدارة الذاتية.
ويقول مزارعون في ريف الرقة إن تكلفة زراعة الدونم الواحد من القطن تجاوزت هذا العام /150/ ألف ليرة سورية، وإن زراعة القطن باتت خاسرة ما يجبرهم على العزوف عن زراعته.
وحمّل “العرودة” الإدارة الذاتية مسؤولية خسارته: “لقد باعونا السماد بالدولار وكذلك احتسبت المبيدات التي استعملناها لرش القطن بالدولار وعند صدور الموسم لم يلتزمو بشراء محاصيلنا.”
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي عن فتح المعابر وتقديم تسهيلات للتجار لشراء محصول القطن وتصديره خارج مناطق الإدارة الذاتية، وذلك بعد عدم التزامها بشراء محصول القطن.
ويُعتَبر القطن من المحاصيل الرئيسة في مدينة الرقة لتوفر مقومات زراعته من مياه وافرة للري ومساحات زراعية واسعة وأيدي عاملة خبيرة.
وقد بلغت نسبة الأراضي المزروعة بالقطن هذا العام /٣٥/ بالمئة من مساحة الأرضي المروية في الرقة، بحسب هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية.
وقال محمد العبد (٢٧عاماً)، وهو مزارع من سكان قرية صفيان (/٢٥/ كم شمال مدينة الرقة)، إن إنتاج أرضه من القطن لن يسدد مصاريف زراعته وفق الأسعار المعروضة من قبل التجار.
وأضاف أن إنتاج الدونم الواحد من القطن في الرقة لا يتجاوز /٢٥٠/ كغ.
ويقول “العبد” إنه سيزرع أرضه بمحاصيل علفية كالفصة خلال المواسم القادمة، لأنها لن تعرضه لهذه الخسائر.
ومن جانبه، قال سلمان بارودو، رئيس هيئة الاقتصاد و الزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، إنهم عقدوا سلسلة اجتماعات مع المؤسسات المعنية بالإنتاج الزراعي للاطلاع على حجم المساحات المزروعة والإنتاج المتوقع والسعر المناسب لهذا العام.
وأضاف أن إدارة شركة تطوير المجتمع الزراعي عرضت /750/ ليرة سورية لشراء محصول القطن، لكن منسقية اتحاد الفلاحين اعترضت على السعر واقترحت فتح الباب أمام المزارعين لبيع إنتاجهم للتجار مع تقديم تسهيلات لتصدير القطن الى خارج مناطق الإدارة.
ولفت “بارودو” إلى أن الإدارة الذاتية فتحت المعابر وأعفت أصحاب المحالج من الرسم الجمركي لتصدير القطن والذي يبلغ /١٠٠/ دولار.