مزارعو منطقة ديرك يستعدون للموسم الزراعي الجديد وسط ارتفاع التكاليف

ديرك – نورث برس

بدأ مزارعو منطقة ديرك (المالكية) شمال شرقي سوريا بالتحضير للموسم الزراعي الجديد وسط ارتفاع تكاليف الحراثة والأسمدة والبذار مقارنةً مع العام الفائت.

وباشر المزارعون منذ نحو أسبوع بعمليات الحراثة استعداداً لرشّ البذار فيما تتركز الشكوى الرئيسية من ارتفاع تسعيرة الحراثة و أسعار الأسمدة والبذار.

ويشكو المزارع عدنان السيد (63 عاماً)، وهو من سكان قرية تل خنزير بريف ديرك، من ارتفاع تسعيرة الحراثة بالإضافة إلى ارتفاع سعر طن البذار المُعقَّم إلى نحو /375/ ليرة سورية.

 ويملك “السيد” مع أشقائه الستة نحو /200/دونم كانت تُعدُّ مصدر دخلهم الأساسي طيلة سنوات، لكن الزراعة لم تَعُد كذلك الآن بالنسبة لغالبية سكان المنطقة.

ولفت “السيد” إلى أن طُن السماد مثلاً يُباع بـ/420/ دولاراً  (ما يعادل /960/ ألف ليرة سورية)، وهو سعر مرتفع جداً مقارنةً مع إنتاج الأرض.

ورأى أن على مؤسسات الإدارة الذاتية المعنية أن تبادر إلى تحديد سعر حراثة الأرض وتخفيض سعر السماد والأدوية وبيعها بالليرة السورية وليس بالدولار.

وكان ارتفاع الأسعار وتكاليف الزراعة خلال السنوات الماضية قد دفع بعض مزارعي شمال شرقي سوريا للجوء إلى زراعة محاصيل لا تحتاج إلى أسمدة وأيدي عاملة.

وأدت خسائر المزارعين المتلاحقة خلال سنوات الحرب إلى اتساع نطاق مساحات المحاصيل العطرية والعلفية والطبية في المنطقة على حساب القمح والشعير والعدس والقطن.

وقال لزكين علي (45 عاماً)، وهو مزارع وصاحب جرار زراعي بريف ديرك الغربي، لـنورث برس، إن أسعار الحراثة ارتفعت للضعف مقارنةً بالسنة الفائتة.

 وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر قطع الغيار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر كيلو الزيت من /3500/ إلى /ـ7000/ ليرة، بينما ارتفع سعر الإطارات من /400/ ألف إلى مليون ليرة.

وتبلغ تكلفة حراثة الهكتار الواحد بآلة الديسك ما بين /12/ إلى /15/ ألف ليرة، بينما كانت تسعيرة حراثة الهكتار لا تتجاوز /7/ آلاف ليرة في الموسم الفائت، بحسب “علي”.

وبات المزارعون يلجؤون منذ عدة سنوات إلى تخفيض كميات الأسمدة التي يستخدمونها إذ أن سعر طُن السماد الشتوي بات يصل إلى نحو مليون ليرة.

فبينما كان المزارعون يرشون /100/ إلى /150/ كغ من السماد على الهكتار الواحد قبل أعوام، باتوا يضطرون حاليا إلى الاكتفاء برش نحو /75/ كلغ، وهو ما يؤثر في انخفاض الإنتاج.

بالنتيجة يرى “علي” أن استمرار انخفاض الأرباح بين سنة وأخرى يدفع المزارعين للعزوف عن الزراعة لأنها باتت “خسارة بخسارة”، وفق قوله.

ويرى المزارع أن على هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية، “دعم المزارع من خلال خفض أسعار البذار والأسمدة وقطع الغيار.”

من جانبه، قال رمضان عرفو (56 عاماً)، وهو مزارع وصاحب جرار من ريف ديرك، إن تكاليف زراعة الأرض أصبحت تثقل كاهلهم بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الإنتاج.

وأشار “عرفو” إلى أنهم يضطرون إلى بيع نتاجهم من القمح بتسعيرة منخفضة مقارنةً بأسعار شراء الأسمدة.

ويرى أنه لا يمكن للفلاح أن يستفيد ما لم يكن هناك تناسب بين التكاليف وهامش الربح.

وكانت شركة تطوير المجتمع الزراعي في الإدارة الذاتية قد باشرت بتوزيع البذار والأسمدة على الفلاحين منذ نحو شهر.

ويقول المسؤولون إن كمية البذار التي تم توزيعها حتى الآن وصلت إلى نحو /2800/طن بسعر /360/ ألف للطن الواحد.

وقال خليل أبو زيد، أمين المستودعات في شركة تطوير المجتمع الزراعي، إنه ما يزال هناك نحو /1000/ طن من البذار مخصص للتوزيع أيضاً.

وأوضح “أبو زيد” أن عمليات توزيع البذار خلال الموسم الفائت وصلت إلى /3900/طن من البذار وبسعر /180/ليرة للكيلو الواحد.

وفيما يخصّ توزيع السماد، قال إنه تم توزيع /398/طناً من سماد “يوريا” الربيعي، و/134/طناً من السماد الشتوي، وإن الكميات المتوفرة في المستودعات تكفي حاجة لمزارعين في المنطقة.

وأضاف أن الشركة تبيع البذار والسماد، بهامش ربح قليل جداً أو بخسارة، ذلك أن “تكلفة شراء البذار مثلا تصل إلى /425/ ألف ليرة بينما يبيعونه بنحو /360/ ألف بعد تعقيمه وفرزه.”

وتواصلت نورث برس مع مؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية في ديرك لتوضيح سبب عدم تحديدها أسعار الحراثة لهذا الموسم كما جرت العادة سابقاً.

حيث قالت المؤسسة إنه من المفترض أن يتم تحديد التسعيرة من جانب هيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية “إلا أنها لم تحدده حتى الآن.”

إعداد: سولنار محمد – تحرير: جان علي